خلفيات التخوف الإسباني من تقارب المغرب والولايات المتحدة



أثار قرار المغرب ترسيم حدوده البحرية الكثير من ردود الفعل خاصة من الجيران و على رأسهم إسبانيا .

 

وذكرت وسائل إعلام اسبانية في هذا الشأن أن خوسي مانويل غارسيا مارغايو ، وزير الخارجية الاسباني الأسبق، زعم أن قرار ترسيم المغرب حدوده لا يمكن أن يُتخذ دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه إذا لم يكن المغرب قد أخبر واشنطن، فذلك خطير.

 

وحاول مارغايو أن يربط بين العلاقات الإسبانية الأمريكية المتوترة وهذه الخطوة الصادرة من الرباط، معتبرا أن ترسيم الحدود تحذير من واشنطن لمدريد بسبب حزب بوديموس غير المرغوب فيه امريكيا.

 

فإلى أي حد يقلق التقارب الأمريكي المغربي إسبانيا ، ولماذا تتوجس الجارة الشمالية للمملكة من هذا التقارب الان؟ مع العلم أن المغرب والولايات المتحدة تجمعهما شراكة استراتيجية تمتد لزمن طويل.

 

محمد العمراني بوخبزة ، الخبير في العلاقات الدولية، اعتبر أن القرارات الكبرى التي تهم الدول ، على غرار ترسيم الحدود، لايمكن اتخاذها بشكل انفرادي ، رغم سيادة القرار واستقلال الدول ولكن هناك ايضا علاقات دولية وتبادل للمصالح.

 

وأوضح بوخبزة في حديث مع ’’الأيام24’’ أنه ’’لا يمكن ايجاد دولة تقدم على قرارات استراتيجية كبرى دون أن يكون هناك تواصل وتنسيق، وهذا مبدأ من المبادئ المعمول بها في إطار العلاقات بين الدول، و المغرب لا يمكن عزله عن هذا المبدأ، رغم انه دولة مستقلة ذات سيادة ويحدد اولوياته ودائم التواصل وهناك ملفات متعددة لايمكن للدول ان تعالجها بشكل معزول ’’.

 

ولفت انه ’’رغم ان الامر يتعلق بالمياه الإقليمية فهو مرتبط بدولة تتقاسم مع المغرب الفضاء البحري.

 

واستطرد بالقول إن ’’ موضوع المياه الاقتصادية الخالصة ليس موضوعا جديدا، وهو موضوع قائم ، لكنه اثيرت حوله ردود افعال بسبب السياق الداخلي الإسباني نوعا ما وبسبب حكومة جديدة وتصاعد اليمين المتطرف، متمثلا في حزب فوكس، والتشكيلة الحكومية يوجد فيها حزب له اتجاهات سياسية تعادي المغرب وهو حزب بوديموس.’’

 

وعن تعليق وزير الخارجية الإسباني الأسبق ، اعتبر بوخبزة انه ’’ليس موقفا وهو مجرد تحليل لحدث معين له قراءته الخاصة ، وهاته القراءة قد تصيب وقد تخطئ وليست ملزمة للدولة الإسبانية أو لحزب سياسي معين ’’.

 

وتابع في السياق ذاته أن ’’المعطى الأساسي هو أن المغرب لحد الان يمارس تحولات في سياساته الخارجية ، البعض لم يفهمها والبعض استوعبها جيدا ، ولا زالت بعض القوى داخل اسبانيا لم تستوعب التحولات في السياسة الخارجية المغربية ، الحكومات المتعاقبة اصبحت على وعي تام بمستجدات السياسة الخارجية للمغرب ، وهناك فرق بين المواقف الرسمية للدولة الإسبانية وخرجات بعض المنابر الإعلامية والقوى السياسية .

 

وأوضح المتحدث ذاته، ان الدول الكبرى الان تتعامل مع المغرب وفق وضعه الجديد ومغرب القرن 21 يختلف ، خاصة بعد تحديد الخطوط العريضة لسياسته الخارجية وتحديد تعاملاته مع دول أخرى وهناك تحول نوعي ، وخرجات وزير الخارجية ناصر بوريطة مؤخرا تدل على أن المغرب يمارس كامل سيادته على مجاله الترابي والبحري والجوي، ولايقطع الطريق أمام أي امكانية للتواصل مع الدول الأخرى ومسالة رسم الحدود هي مسألة سيادية حتى إسبانيا أقرت بذلك ولكن في نفس الوقت الإعلان عن كون ان هناك تواصل يندرج ضمن أسس السياسة الخارجية المغربية بحيث وأي خطوة يتخذها المغرب في هذا المجال يتم التواصل بشأنها مع الطرف الإسباني ونفس الشيء بالنسبة لاسبانيا .

 

وعن توجس اسبانيا من تقارب المغرب وأمريكيا ، شدد بوخبزة على ان ’’المغرب له علاقات استراتيجية مع الشركاء الاستراتجيين على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بجانب فرنسا وإسبانيا وكذلك روسيا،، وهذا يعني ان هناك علاقات وطيدة لا تنقطع ، وقد يكون هناك مد وجزر وليس هناك قطيعة.’’

 

وخلص الخبير في العلاقات الدولية ان ’’المغرب نسج علاقات استراتيجية مع مجموعة دول وبدأ يرسم خارطة طريق في علاقاته الخارجية تنحو نحو الاستقلالية في اطار التعاون، وموقفه من صفقة القرن كان واضحا وموقفه من حرب اليمن كان واضحا وموقفه من محاصرة قطر كان واضحا ، الى جانب موقفه من اللف الليبي الذي يوجد فيه مجموعة من المتدخلين.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً