قاسم سليماني: نصب تمثال تذكاري للقائد الإيراني في لبنان يثير الجدل حول الانتماء




أثار مقطع فيديو يظهر نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني الراحل، قاسم سليماني، في لبنان، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية. وقد دشن حزب الله قبل أيام تمثالا لسليماني في منطقة مارون الرأس الجنوبية، ما جر عيله سيلا من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويظهر التمثال الخشبي سليماني وهو يشير بإصبعه نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية وخلفه العلم الفلسطيني. صراع الهوية يتجدد: ممانعة أم تبعية؟ وانقسم المغردون اللبنانيون بين منتقد ومبرر لفكرة نصب تمثال للقائد الإيراني في بلدهم. البعض اعتبره "استغلالاً واضحا للقضية الفلسطينية ومحاولة عبثية تثير السخرية لتطويب قائد عسكري شارك في تهجير ألاف المدنيين في سوريا والعراق". كما جدد تمثال سليماني النقاش حول صراع الهوية في لبنان، إذ يرى إعلاميون ونشطاء على تويتر أن ما أقدم عليه حزب الله يؤكد "ولاءه لإيران وينتقص من هويته الوطنية". وينظر المتفاعلون مع وسم " لبنان أكبر من سليمانكم" إلى التمثال على أنه "تحد لمطالب المحتجين التي تجاوزت في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى المطالبات ببلورة هوية وطنية جديدة تنهي الطائفية والارتهان إلى الخارج" على حد قولهم. وفي هذا الإطار، تساءلت الصحافية والوزيرة السابقة في حكومة سعد الحريري،مي شدياق، بعد تعليق صورة الإمام الخميني على طريق المطار حزب الله يدشن نصبا لقاسم سليماني في الجنوب! لماذا الإصرارعلى تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور؟" وسبق أن تسبب تعليق لافتات تحمل صور سليماني في طريق مطار بيروت، في مشادات كلامية بين أنصار حزب الله ومعارضيه. وسارع لبنانيون وقتها إلى استنكار التصرف داعين إلى تجنيب لبنان تداعيات التوتر بين واشنطن وطهران. وقتل سليماني في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي بضربة لطائرة أميركية بدون طيار استهدفت موكبه قرب مطار بغداد الذي وصله قادما من سوريا. وفي مقابل المطالبات بإزالة تمثال سليماني، دعا مغردون آخرون إلى استبدال أسماء الشوارع اللبنانية التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية وأجنبية بأخرى وطنية أو شرق أوسطية. كما دافع مغردون عن حزب الله وعن فكرة نصب تماثيل لقادة إيرانيين في لبنان بحجة أنهم "يمثلون المقاومة والشعوب التي تريد الحرية والانتصار". ويرى المؤيدون لنصب تمثال لسليماني أن " الانتقادات التي توجهها أطراف -عربية وغيرها- لإيران وحلفائها سببها موقف طهران الداعم للقضية الفلسطينية".

تناقضات؟

وبعيدا عن جدل التمثال وصراع الهوية، فضل مغردون آخرون التركيز على الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد دعا في كلمة له، الأحد، إلى مقاطعة البضائع الأمريكية لافتا إلى أن "نقطة ضعف الأميركيين هي الأمن والدولار". وما إن أنهى نصر كلامه حتى تصدر وسم " #قاطعوا_البضائع_الأمريكية" قوائم الموضوعات الأكثر تداولا في لبنان. إلا أن التغريدة التي حظيت بالانتشار الأكبر بين المعلقين اللبنانيين، أظهرت صورة قديمة لنجل حسن نصرالله جواد وهو يرتدي قميصا من علامة "تمبرلاند" الأميركية. وزادت موجة الانتقادات لحزب الله بعد دعمه رئيس الحكومة الجديد حسان دياب، إذ يرى كثيرون أن ذلك "سيعقد جهود المساعدات المالية العربية والغربية، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية". في حين يدعو آخرون إلى منح الحكومة الجديدة "فرصة معقولة لتعمل على منع لبنان من الانهيار" قائلين إنه "لا حل لأزمة لبنان الاقتصادية إلا بالتوجه شرقا وإنهاء التدخل الأمريكي في شؤونه الداخلية". ويعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة طفت على السطح في أواخر العام الماضي، مع ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على سحب الدولار. وبلغ الدين العام نحو 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وسيتوجب على لبنان الشهر المقبل تسديد سندات اليوروبوندز التي تقدر بـ1.2 مليار دولار.
مقالات مرتبطة :


إقرأ أيضاً