أحمد السوح لـ “الأيام 24”: التاجر الصغير لعب دور البطولة في أزمة “كورونا” وساهم في الاستقرار النفسي و الاجتماعي



*رضوان مبشور

 

في هذا الحوار يعرض أحمد السوح، رئيس المنظمة الوطنية للتجار الأحرار، مجموعة من الأدوار التي يلعبها التجار الصغار و المتوسطين و الكبار في زمن الحرب الضروس التي يخوضها الجميع ضد وباء “كورونا”، مشبها الأدوار التي يقومون بها اليوم ضد الجائحة بالأدوار التي لعبوها في مواجهة الاستعمار الفرنسي، مؤكدا أن التجار في الأحياء يوفرون اليوم للمواطنين نوعا من الاطمئنان النفسي و أيضا الاستقرار الاجتماعي من خلال ما يسمى بـ “كناش الكريدي”، كما يستعرض في حواره هذا الجانب التموني للأسواء.

 

بصفتك رئيسا لمنظمة مهنية للتجار. ماذا عن استقرار وتموين الأسواق ؟

هناك بادرة من مجموعة من الوزارات، و بالأخص وزارة المالية ووزارة الصناعة و التجارة ووزارة الفلاحة، حيث قاموا بمجموعة من الخطوات من أجل الحفاظ على تموين الأسواق بشكل مستمر ومتجدد.

أثيرت ضجة في الأيام الأولى للأزمة، حيث لاحظنا أن المواطنين قاموا بالتبضع بشكل كبير، خاصة في ما يتعلق بالمواد الاستهلاكية و الغاز، لكن تم احتواء الوضع بعد ذلك بتدخل جميع الوزارات و المصالح التي ذكرت، وقاموا بواجبهم من حيث التموين، إضافة إلى شركات التوزيع التي قامت بعمل كبير ناهيك عن التجار سواء الصغار منهم أو المتوسطين أو الكبار، حيث يقومون بتموين السوق بشكل يومي و عن قرب في جميع أرجاء المغرب.

هنا لا يفوتني أن أتحدث عن دور البطولة الذي لعبه التاجر الصغير، حيث ساهم بدور كبير في احتواء الوضع وتقريب التموين اليومي للساكنة وساهم بشكل أو بآخر في بقاء المواطنين في منازلهم تنزيلا لخطة الدولة و السلطات لبقاء المواطنين في منازلهم.
من جهة ثانية فالتجار واكبوا هذه الأمور بجدية كبيرة واستطاعوا تلبية طلبات الناس، و فتحوا محلاتهم رغم كل الظروف التي تعرفها البلاد، وهذا الأمر لقي استحسانا كبيرا من طرف شريحة واسعة من الناس. علينا أن نستحضر إحساس المواطن عندما يجد “مول الحانوت” يفتح دكانه، مما يعني أن التاجر الصغير يعطي نوعا من الاطمئنان النفسي للمواطن في ظل هذه الظروف.

يمكن أن أقول لك أن الأدوار التي يقوم بها اليوم التجار شبيهة أيضا بأدوار رجال ونساء السلطة و رجال ونساء الصحة، دون أن ننسى الجهاز الاعلامي الذي قرب الناس من المعلومة الصحيحة بعيدا عن الاشاعات التي تؤثر بالسلب على الوسط الاجتماعي.

 

+ غير أننا نعرف بين الفينة و الأخرى بعض الزيادات في بعض المواد الغذائية ؟

هذه الزيادات لا ذنب للتجار فيها، خاصة في ما يتعلق بالقطنيات، فثمنها ارتفع من المصدر، بحكم أن بعضها لم يكن متوفرا بالشكل الكافي فزاد عليها الطلب، و الجميع يعرف أن اقتصاد السوق يحكمه العرض و الطلب، دون أن ننسى أن جل هذه القطنيات يتم استيراده من الخارج في ظل الجفاف الذي تعرفه البلاد.

 

+ شاهدنا مؤخرا بعض الفيديوهات توثق للصدام بين رجال وأعوان السلطة و بعض التجار في عدد من مدن المملكة بخصوص الزيادة في الأسعار ؟

هناك قلق واسع من طرف التجار جراء انتشار فيديوهات في مختلف المواقع تم تسويقها بشكل أثر على نفسية التجار و معنوياتهم و خلق لذيهم تخوفا و قلقا. نتفهم الدور الكبير الذي تقوم به مصالح المراقبة حفاظا على استقرار السوق و سلامة المواطنين و التي يعتبر التاجر شريكا أساسيا في الحفاظ عليها، و نحن كتجار براء من كل تجاوزات لا تليق بمستوى التاجر المغربي الغيور على بلده ووطنه.

كل ما في الأمر أنه تم توظيف سيء لهذه الفيديوهات، لجان المراقبة تقوم على الدوام بدورها في مراقبة الأسعار بشكل دائم و مستمر و ليس في هذه الظرفية بالذات، فاليقظة دائما ضرورية لأننا نحافظ من خلالها على صحة المواطن و كذلك على سلامة التاجر، فنحن شركاء في خدمة الوطن و المواطنين. جميع التجار بدون استثناء تهمهم سلامة الزبون الذي هو بالأساس مواطن.

 

+ لكن ظهرت بعض الممارسات في ما يتعلق بالزيادة المبالغ فيها في أسعار بعض المواد ؟

لجان المراقبة عليها أن تضرب بيد من حديد كل من يستغل هذه الظرفية للرفع من الأسعار، ومن يقوم بالرفع من أسعار بعض المواد في هذه الظرفية فنحن منهم براء، لأن التاجر المغربي تاجر وطني ومواطن.

لا يجب أن تنسى أن التجار عبروا عن وطنية عالية في عهد الحماية الفرنسية من خلال دعمهم للحركة الوطنية و تمويلها بالأموال، و في عهد الاستقلال لعب التاجر أدوارا لا تقل أهمية من خلال توفير الأمن الغذائي و الاستقرار الاجتماعي للساكنة، فالتاجر كان دائما يلعب دور “البارشوك”، و هذه الأمور لازلنا نعيشها حاليا و في ظل هذه الأوضاع الراهنة، عن طريق ما يسمى بـ “كناش الكريدي” رغم الظروف التي يعيشها هو نفسه. فجميع الأسر المعوزة ليس لها اليوم سوى “مول الحانوت” بحكم الثقة المتبادلة بينهم، حيث تربطهم روابط اجتماعية أكثر مما هي روابط اقتصادية. رغم ذلك نرى أن التاجر ينسى نفسه، بحكم أنه ليس أنانيا، فهو يفكر في ساكنة حيه أكثر مما يفكر في نفسه، يترك نفسه خلف “الكونطوار” طيلة اليوم في الوقت الذي يوجد فيه الجميع في منازلهم يحضنون أبنائهم.

 

+ فلنضع السيناريو الأسوأ، ماذا عن تموين الأسواق إذا استمرت هذه الجائحة لا قدر الله لمدة ستة أشهر مثلا ؟

جميع المصالح المعنية تقوم بأدوار كبيرة، لا يمكن أن ننكر اليوم أن هذه المصالح تأخذ بعين الاعتبار توفير جميع المتطلبات التي تخص المجتمع المغربي خاصة و أننا مقبلين على شهر رمضان.

هناك بلاغات مطمئنة لوزارة الداخلية و أيضا الفلاحة والتجارة و الصناعة بخصوص تموين الأسواق، و نحن كتجار نلمس هذه الأمور عن قرب، حيث أن مجموعة من المواد متوفر بكثرة، وإذا كان هناك خصاص في مادة ما أو في مدينة ما فهو مرتبط بالأساس بسلسلة التوزيع لكن سرعان ما يتم تجاوزه في يوم أو يومين.

الأمور إذن تسير بطريقة سلسلة، و من خلال منبركم أطمئن المغاربة بخصوص التموين، لكن أركز على أن ممارستنا في التبضع يجب أن تكون عقلانية.

 

+ ماذا عن تموين الخضر و الفواكه ؟

وزارة الفلاحة أصدرت قرارا يتعلق بالتموين المباشر للأسواق دون المرور عبر أسواق الجملة، و هذا أثر بشكل ايجابي على أثمنة الخضر و الفواكه التي تعرف حاليا استقرارا، ناهيك عن وفرة المنتوج.

 

+ لكن في مقابل ذلك هناك تخوفات في ما يتعلق بمادة الغاز ؟

سبق أن نبهنا لذلك كمهنيين، فالإشكال الوحيد كان هو ما يتعلق بالقنينات، في ظل سلوكات بعض المواطنين الذين عمدوا لشراء قنينات عديدة وقاموا بتخزينها في منازلهم خوفا من نفاذ هذه المادة في السوق، مع العلم أن هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على المواطن في بيته، كما يحرم كذلك عددا كبيرا من المواطنين من تداول القنينات، لكن هناك قرار صدر يتعلق بمنع بيع هذه القنينات.

 

+ هل هناك نذرة في الغاز ؟

ليس هناك أي نذرة في الغاز، تخوفنا فقط هو تقلص أعداد القنينات في السوق.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً