على مشارف أول ليلة رمضانية في زمن كورونا.. هذا العام ستختفي العادات !



طقوس رمضان في المغرب تختلف عن غيرها من الدول العربية ، ولها طابع خاص يبدأ من التهنئات على منصات مواقع التواصل، العادة التي صمدت في وجه كورونا، وستصمد زمنا طويلا، طقوس تبدأ بالنفار في بعض المدن وصوت المدفع عند الإفطار، والإقبال على شراء اللوازم واكتظاظ الأسواق قبل يوم ، وشراء الثمر بوفرة والشباكية و ارتداء اللباس التقليدي وغيرها من الطقوس.

 

رمضان عند المغاربة ، ورغم تمظهراته المجتمعية الطاغية، وسلوك الاعتياد، فهو عند البعض أهم من باقي الأركان الخمس إذ تجد من لا يصلي يقبل على الصوم رغم أن الصلاة أولى .

 

هذا العام رمضان ، مختلف تماما، لأن غالبية الناس لن يغادروا البيوت بعد الإفطار للتوجه نحو المساجد بسبب حالة الطوارئ الصحية ، التي تفرض التباعد الاجتماعي والبقاء في البيوت من السابعة ليلا إلى الخامسة صباحا.

 

هذا العام سأعيش شخصيا تجربة رمضانية جديدة بعيدا عن الطقوس المغربية الصرفة ، الأولى أنني قضيت قبل سنوات رمضان كاملا خارج المغرب باستثناء اليوم الأول ، حيث غربت شمسه وأنا في الطائرة ، وهو إحساس أتقاسمه مع المغاربة العالقين خلف الحدود .

 

التجربة الثانية أن أعيش رمضان، في زمن كورونا، دون أن أخرج بعد الإفطار، أو أتوجه إلى المقهى ، أو إلى الجامع، وهو إحساس غريب سيعيشه المسلمون عامة و المغاربة بوجه خاص نظرا لارتباطهم بالكثير من العادات الرمضانية التي لم تكن تخطئها العين فيما سبق.

 

هذا العام سوف لن تفرش الحصائر في الأزقة ، ولن تنصب الخيام في الدروب، ولن يستقدم الأئمة من القرى التي اشتهرت بحفاظها ، من أجل صلاة التراويح .

 

هذا العام ستختفي موائد الرحمان، حيث خيام الخير لإطعام الناس من ذوي الحاجة والفقراء وأبناء السبيل.

 

هذا العام عام كورونا ، و لن يخرج الناس زرافات ووحدانا نحو مشاهير القراء ، وصوب الساحات الكبرى والفضاءات العامة .

 

هذا العام لن يلتقي العشاق في مقاه على مشارف البحر، أو على الشاطئ غير بعيد عن الجامع الكبير ، جامع الحسن الثاني بالدارالبيضاء، او في باحة الكتبية بمراكش قرب الساحة الشهيرة، أو باحة صومعة حسان بالعاصمة، وغيرها من الساحات، كي يقتنصوا بعض الهمس على غفلة من العادات …

 

هذا العام لن يشتري الناس من الباعة الجائلين، الفشار والفواكه الجافة والبالونات، ولن تمتلئ محطة ولاد زيان ليلا ولن يسمع صراخ الوسطاء ولن يرفع ثمن التذاكر بشكل عشوائي قبيل العيد، أصحاب الحافلات.

 

هذا العام لن تمتلئ المقاهي الشعبية بالمدخنين، ولاعبي الورق والضامة كعادتهم لتجزية الوقت قبل حلول السحر.

 

هذا العام لن يهرب البعض من حموضة السيتكومات، على قلتها إلى رأس الدرب وشواطئ المدن الساحلية والساحات الكبرى والحدائق وسيزداد الضجر.

 

رمضان هذا العام لن يمحى بسهولة من الذاكرة ، حيث يشرع كورونا في تغيير عاداتنا المرتبط بعضها ببعض حتى بعد رمضان .

 

هذا العام لن يكون عيد الفطر كسابقيه ولن يصافح الناس بعضهم بعضا ولن يكون هناك عناق وسيختفي السمر ..

 

هذا العام سيطغى مشهد الكمامات على كل المشاهد في الشوارع وستختفي الكثير من العادات التي كانت تطبع خصوصية المجتمع المغربي العاشق للحياة.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً