أزمة الكركرات وتحركات البوليساريو.. خبير يقف على خلفيات الموقف الموريتاني الغامض!



بينما تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية استفزازاتها، في معبر الكركرات الحيوي المغلق، والذي يشكل منفذا للسلع والبضائع الموجهة نحو موريتانيا ، وبينما يواصل المغرب التأهب لكل الاحتمالات مع أعلى درجات ضبط النفس الممكنة، وبينما يشجب المنتظم الأممي وكل ذي عقل هذه التصرفات ، تقفز الكثير من الأسئلة إلى ذهن المتتبعين للشأن الإقليمي، حول الموقف الموريتاني ’’الغامض’’  حيال التطورات الأخيرة.

 

ورغم ان موريتانيا تحركت أمنيا قرب الكركرات لحماية حدودها، غير أن صمتها عما تقوم به الجبهة على بعد كلمترات قليلة منها، مع ما يشكله المعبر من أهمية للسوق الموريتاني، يدفع إلى الاعتقاد ان وراء الأكمة ما وراءها، خاصة وأن مصادر كانت كشفت لـ’’الأيام24’’ قبل أيام أن نواكشوط تقوم بالتنسيق مح الجبهة بحضور جزائري، وهو تنسيق  تخللته أطنان من الخضر والفواكه الجزائرية التي تم توجيهها لموريتانيا لتعويض الصادرات المغربية وإم بأثمان مرتفعة.

 

 

عبد الفتاح الفاتحي ، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، يقول تعليقا على الوضع في الكركرات وموقف موريتانا: مهما قدرنا النوايا الحسنة لموريتانيا في بدل مساع من أجل لعب دور الوساطة لحل الأزمة في معبر الكركرات، فإن عقدها لما يسمى “اللجنة البرلمانية الموريتانية الصحراوية” بالتزامن مع إغلاق المعبر وعملية التحشيد العسكري للبوليساريو ضد المغرب يثير الكثير من الاستياء مغربيا.

 

ويضيف الفاتحي في حديثه لـ’’الأيام24’’ أن ’’الحياد الموريتاني كان سلبيا للغاية، حيث إنها التزمت بالصمت، فيما كان المطلوب منها إبداء موقفها من القضايا الانسانية والإجتماعية على الأقل، سيما فيما يتعلق بالإغلاق في حد ذاته، خصوصا أن هناك حالات إنسانية تحتاج للتدخل الاستثنائي وهم عالقون في ظروف جد صعبة.

 

ويشدد الخبير في قضايا الساحل والصحراء على أن ’’تحمل موريتانيا أضرار الإغلاق الكبيرة عليها اقتصاديا واجتماعيا وكذا تداعيات هذا الإغلاق على دول شقيقة أخرى مرتبطة بالمعبر التجاري والإنساني الكركرات، فيه الكثير من الريبة في نواياها الحقيقية.

 

ويرى المتحدث ذاته، أن المسعى الموريتانيا لن يلقى قبولا إيجابيا للأسباب الآنفة، ولأن الحياد المعلن لا يجد ما يفسره عمليا على أرض الواقع، على الرغم مما يبديه المغرب من تفهم لظروف إنضاج الموقف السياسي الموريتاني فيما يتعلق بهذه المسألة.

 

ويقول الفاتحي في هذا الصدد : إن تحمل موريتانيا فوضى وتمرد البوليساريو وفي كثير من الأحيان فوق التراب الموريتاني، يطرح أكثر من علامة استفهام، ولا أعتقد بأن المملكة المغربية سترغب أكثر في مراقبة الحدود الموريتانية والتحكم في مراقبة هوية حركات المرور في هذا الوقت الدقيق.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً