الانتخابات الأمريكية 2020: ماذا نعرف عن فريق بايدن للسياسة الخارجية؟




السفيرة الأمريكية توماس غريفيلد مع الرئيس التنزاني السابق
Reuters
السفيرة الأمريكية توماس غريفيلد مع الرئيس التنزاني السابق

يجلب المسؤولون الثلاثة الذين اختارهم الرئيس المنتخب جو بايدن لقيادة فريق سياسته الخارجية عقوداً من الخبرة الدبلوماسية إلى البيت الأبيض، لكنهم في الوقت نفسه يواجهون انتقادات من جانب أولئك الذين يبحثون عن وجوه جديدة نشطة غير مثقلة بالإرث الذي تخلفه سنوات طويلة من الخدمة في مؤسسات الحكومة الأمريكية.

من هم؟

يُعد الأشخاص الثلاثة الذين سيقدمون المشورة لبايدن في قضايا تتجاوز حدود أمريكا (الشؤون الخارجية) غير معروفين جيداً خارج حدود العاصمة واشنطن.

فأنتوني بلينكين وليندا توماس غرينفيلد وجيك سوليفان هم جميعاً من خدموا سابقا في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ويُعتبرون من الموالين لبايدن ومن أصحاب التوجهات الوسطية في السياسة الخارجية.

وقد اُختير بلينكين (58 عاما) - والذي عمل مع بايدن لنحو 20 عاما- لمنصب وزير الخارجية.

كما رشحت ليندا توماس غرينفيلد- وهي واحدة من أبرز الدبلوماسيات السود اللاتي عملن في الشؤون الأفريقية لسنوات-لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

أما جيك سوليفان فهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية ومساعد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الذي لعب دوراً في التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني عام 2015. كما عمل مستشاراً للأمن القومي لبايدن حين كان نائباً للرئيس.

ترامب يوافق على بدء انتقال السلطة إلى بايدن

المطلعون

عمل بلينكين مع بايدن لنحو 20 عاماً، منذ كان الأخير عضواً في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وقد حمله بعض المنتقدين مسؤولية تصويت بايدن لصالح غزو العراق عام 2003.

ويقول العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين أن هذه الصلة الشخصية ستخدم الفريق بشكل جيد، لكنها قد تعني كذلك عدم وجود تنوع في الآراء.

كما أن خبرتهم في واشنطن كمحنكين في مجال السياسة الخارجية لن تجعلهم مقبولين لدى الجميع. غير أنها تمثل قطيعة مع حرب ترامب على ما يُعرف بأفراد "الدولة العميقة" في الحكومة التي اعتبر أنها تعمل ضد أجندته الخاصة.

" ليس هذا فريقاً من الخصوم. وفي حين أن لديهم تاريخاً من العمل معاً بشكل جيد، سيجلبون معهم إلى غرفة العمليات وجهات نظر تكميلية، من خلال خبراتهم العملية في النزاعات العالمية. قيمة الانسجام الاستراتيجي ستفوق أيتفكير جماعي محتمل آخر. هم ليسوا أعضاء في دولة عميقة، وإنما سيساعدون في قيادة دولة أمريكية أكثر فعالية تركز على المصالح والقيم المشتركة. إنهم براغماتيون وليسوا أصحاب أيديولوجيات." بي جي كراولي مساعد وزير الخارجية السابق.

" تمثل هذه التعيينات عودة للحياة الطبيعية ونهاية لنهج غير منتظم في السياسة. لكن السؤال هو ما إذا كانت العودة للحياة الطبيعية كافية. فهذا الفريق يؤمن بتفوق أمريكا، وهو ما يمكن أن يقودهم إلى التهور في استخدام القوة العسكرية الأمريكية."أندرو باشفيتش رئيس معهد كوينسي للحكم الرشيد.

"بصفتها موظفة في الخدمة الخارجية منذ فترة طويلة، تمثل توماس غرينفليد على الأخص "الدولة العميقة" التي رفضها ترامب بشدة. فبالنسبة لدونالد ترامب كان مسؤولو الخدمة الخارجية بمثابة جنود مشاة النزعة " العالمية الليبرالية" التي أراد القضاء عليها. ولعل هذا هو السبب جزئياً في تدني الروح المعنوية داخل وزارة الخارجية الآن." تشارلز كابتشان العضو السابق في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض.

جيك سوليفان مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال جلسة استماع في الكونغرس
Getty Images
جيك سوليفان مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال جلسة استماع في الكونغرس

تحالفات عالمية

ويتصدر جدول أعمال فريق بايدن الانضمام مجدداً للمنظمات والتحالفات والمعاهدات التي عمل ترامب على إضعافها أو حلها على مدى السنوات الأربع الماضية.

وسيتولى الفريق مهمة إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ والحفاظ على عضويتها في منظمة الصحة العالمية. كما سيسعى لمراجعة الاتفاق النووي الإيراني وتعزيز الصلات بحلف شمال الأطلسي "الناتو" والتوصل لاتفاقيات تجارية كوسيلة لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد.

" أحد الأسباب التي أدت لانتخاب ترامب هو أن عدداً كبيراً من الأمريكيين اعتبروا أن السياسة الخارجية الأمريكية قد فشلت. والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا الفريق قد تعلم بما يكفي لإحداث التغييرات التي نحتاجها، بما في ذلك تقليص الميزانية العسكرية وتقييد استخدام القوات العسكرية". أندرو باشيفيتش

"لم يؤسس دونالد ترامب فريقاً للأمن الوطني قط. بل على العكس، لعب دور "الحارس الوحيد" بينما أحاط نفسه بمتعاقدين مستقلين يمكنه توظيفهم وفصلهم بتغريدة على تويتر". بي جي كراولي

" سيكون هناك تحدٍ كبير يتمثل في إقناع الجماهير الخارجية، وحتى الشركاء والحلفاء، بأن الولايات المتحدة تتمتع بالمصداقية فيما يخص قوتها الدائمة، وأن "أمريكا عادت من جديد" كما قال الرئيس المنتخب. سيكون هذا التحول الثاني في السياسة الخارجية بزاوية 180 درجة خلال أربع سنوات. ولدى الإدارة القادمة إصرار على استعادة التحالفات المتوترة التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة لأكثر من سبعة عقود، لكنها مهمة صعبة للغاية".ستيوارت بارتيك، مدير برنامج الحكم العالمي والمؤسسات الدولية في مجلس العلاقات الخارجية

عودة الخبراء؟

يتفق معظم الخبراء على أن الفريق الذي اختاره بايدن أكثر خبرة ممن قام ترامب بتعيينهم، مثل وزير خارجيته الأول ريكس تيلرسون الذي كان مديراً تنفيذياً سابقاً في شركة إكسون موبيل.

بيد أن الإرث الذي خلفه ترامب داخل وزارة الخارجية- التي شهدت تقاعد عشرات الدبلوماسيين المُحبطين في عهد تيلرسون ثم خلفه مايك بومبيو- ثقيل ولا يمكن زحزحته بين عشية وضحاها.

"حدث نزوح كبير للخبرة والخبراء في عهد كل من تيلرسون وبومبيو. وشعرت بيروقراطية الخدمة الخارجية بأنها خارج الدائرة. عادة ما تأتي السياسات من أسفل وتمر عبر العديد من الوكالات قبل أن تصل إلى الرئيس. لكن هذا لم يحدث في ظل إدارة ترامب". تشارلز كابتشان

" لديهم رؤية ثابتة للعالم. يؤمنون بشدة بقيادة أمريكا وبالتحالفات الدولية. الثلاثة خدموا في وزارة الخارجية وسيضيفون قيمة متجددة للدبلوماسية والتعاون الدوليين من أجل مواجهة التحديات العاجلة بدءاً من الوباء العالمي حتى التحدي الصيني." بي جي كراولي

(تقرير تارا ماك كيلفي وماكس ماتزا)

مقالات مرتبطة :


إقرأ أيضاً