ستة أسرار للنجاح من أغنى رجل في العالم


2- اتبع شغفك
قد تكشف لنا تطلعات ماسك في المريخ الكثير عن أسرار نجاحه. و يقول: "أنت تتطلع لمستقبل أفضل، وتريد بشدة أن تحدث أمورا مثيرة تجعل الحياة أفضل". ولفت إيلون ماسك إلى إنه أسس شركة "سبيس إكس" لأنه شعر بخيبة أمل من برنامج الفضاء الأمريكي الذي لم يكن طموحا بما يكفي. ويقول: "كنت أنتظر بفارغ الصبر أن نسبر أغوار الفضاء ونرسل إنسانا إلى المريخ، ونقيم قاعدة بشرية على القمر، وأن نسافر جيئة وذهابا إلى المدار". لكن عندما سئم الانتظار، طرأت له فكرة "بعثة واحة المريخ" لإرسال صوبة زراعية صغيرة إلى هذا الكوكب الأحمر. وتكمن الفكرة في إثارة اهتمام الناس بالفضاء وتحفيز الحكومة الأمريكية لزيادة ميزانية وكالة ناسا للفضاء. لكن سرعان ما أدرك إيلون ماسك أن المشكلة ليست في انعدام الإرادة للسفر إلى الفضاء، بل في غياب الوسائل التي تنقلنا إلى هناك، لأن تكنولوجيا الفضاء كانت باهظة التكلفة. ومن هنا جاءته فكرة إنشاء شركة لإطلاق الصواريخ واستكشاف الفضاء بأسعار أقل نسبيا. وهذا هو بيت القصيد، فالهدف من إنشاء شركة "سبيس إكس" لم يكن جني المال بقدر ما كان إرسال بشر إلى المريخ. ويقول ماسك إنه يعد نفسه مهندسا أكثر من كونه مستثمرا، وأن الدافع الذي يحفزه للعمل هو رغبته في حل المشاكل التقنية. فالنجاح في نظره لا يقاس بالأموال التي يكتنزها في البنوك بل بعدد المشاكل التقنية التي يتمكن من حلها. وذلك لأن ماسك يعلم أن كل عقبة يتجاوزها ستساعد جميع الشركات التي تبحث عن حلول لنفس المشاكل، ولهذا قبل أن نلتقي، أعلن أنه سيرخص للغير استغلال براءات الاختراع التي سجلها في مجال تكنولوجيا تصنيع السيارات الكهربائية، ولن يقاضي أي شخص يريد استخدامها، لتسريع تطوير السيارات الكهربائية حول العالم.
3- لا تخف من وضع أهداف كبرى
المدهش في شركات إيلون ماسك مدى جراءة أهدافها، إذ يتطلع ماسك لإحداث تغيير جذري في صناعة السيارات، واستعمار المريخ، وتصنيع قطارات فائقة السرعة في أنفاق مفرغة من الهواء، وزرع الذكاء الاصطناعي في أدمغة البشر وتطوير محطات الطاقة الشمسية وصناعة البطاريات. وقد يكون القاسم المشترك بين هذه الغايات، أنها تشبه الأحلام الخيالية للمستقبل المستوحاة من قصص الخيال العلمي في الثمانينيات من القرن الماضي. ولا ينكر ماسك أن الكتب التي قرأها والأفلام التي شاهدها عندما كان صغيرا في جنوب أفريقيا شكلت مصدر إلهام له في حياته. ولهذا فإن النصيحة الثالثة لماسك هي: لا تخف من رفع سقف الطموحات. ويرى أن الأهداف المتواضعة أصبحت جزءا أصيلا من الأنظمة التحفيزية في معظم الشركات. فالكثير من الشركات تتخذ خطوات طفيفة تدريجية نحو التغيير. ويبرر ذلك بالقول: "إذا كنت رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة وقررت إجراء تعديل متواضع واستغرق تنفيذه وقتا أطول مما كان متوقعا ولم يحقق النجاح المأمول، فلن يلومك أحد"، فقد تلقي مسؤولية الفشل على الموردين. في حين أنك إذا كنت جريئا واتخذت قرارات ثورية لتطوير الشركة، ثم خابت مساعيك، فسيكون مصيرك الطرد من العمل حتما. ولهذا تركز معظم الشركات على تطوير المنتجات الموجودة بالفعل بدلا من وضع خطط للإنتاج من الصفر. وينصح ماسك بأن تركز على إنجاز الأهداف التي يصفها بأنها "ستحدث أثرا في حياة الناس". وثمة هدفين رئيسيين يضعهما ماسك في مقدمة أولوياته؛ الأول هو تعجيل التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. ويقول: "نحن نعتمد على حقول غاز وبترول عميقة لم تنضب منذ العصر الكامبري، عندما كان الكائن الأكثر تعقيدا هو الإسفنج. ولهذا يجب أن نتساءل عن جدوى الاعتماد عليها". والهدف الثاني هو ضمان بقاء الجنس البشري على المدى الطويل من خلال إقامة مستعمرة بشرية على المريخ لضمان التنقل بين الكواكب.
4- كن مستعدا للمجازفة
من المعروف أن المستثمر يخاطر بمبالغ مالية كبيرة لتحقيق أعلى عائد، لكن إيلون ماسك تحمل من المخاطر ما لم يتحمله معظم رواد الأعمال. ففي عام 2002، باع حصصه في أول مشروعين في حياته، وهما دليل مدينة الإنترنت "زيب2"، ومنصة "باي بال" للدفع عبر الإنترنت. وكان حينها في الثلاثين من عمره وحقق ثروة قدرها 200 مليون دولار. ويقول إنه كان يخطط لاستثمار نصف ثروته في مشروعات جديدة والاحتفاظ بالنصف الآخر في البنوك. لكن عندما التقيته كان قد تجاوز للتو فترة مليئة بالعثرات في حياته. فقد واجهت شركاته جميع أنواع المشاكل التي قد تواجهها الشركات عند تدشينها. ففي شركة "سبيس إكس"، فشلت تجارب إطلاق الصواريخ ثلاث مرات متتالية، وواجهت تسلا مشاكل في الإنتاج وسلاسل التوريد والتصميم. ثم وقعت الأزمة المالية العالمية، وواجه ماسك خيارا صعبا، ويقول: "خيرت بين الاحتفاظ بالمال والتضحية بالشركات وبين انفاق الأموال المتبقية في البنوك على الشركات لإنقاذها من الانهيار". وأنفق ماسك أموالا طائلة على شركاته، حتى وصل به الحال إلى أن اقترض من أصدقائه لسداد نفقات معيشته. لكنه لم يخش من شبح الإفلاس، ويقول: "كنت سأضطر لتعليم أطفالي في مدارس حكومية. ما المشكلة، فقد درست في مدارس حكومية".
5- تجاهل النقاد
يقول ماسك إنه كان مصدوما من سعادة الخبراء والمعلقين عندما تعثرت شركاته، ويقول: "لقد دهشت من حجم الشماتة والتشفي حينذاك، إلى درجة أن منتديات عديدة كانت تضع ساعات للعد التنازلي لنهاية تسلا". وعندما سألته إن كان الناس يتمنون له الفشل ربما لأنهم فسروا طموحه على أنه غرور، أجاب بالرفض وقال: "أعتقد أنه سيكون من الغرور أن نقول إننا سنحقق حتما هذه الأهداف، لكننا كنا نؤكد أننا نتطلع لتحقيقها وسنبذل قصارى جهدنا لذلك". ومن ثم، ينصح ماسك بعدم الاكتراث للنقاد. ويقول إنه لم يتوقع على الأطلاق أن تدر "سبيس إكس" أو "تسلا" أرباحا كبيرة عندما أسسهما، والحقيقة أن أحدا لم يتوقع ذلك أيضا. لكنه تجاهل المتشائمين ومضى في تنفيذ خططه. ويعود ذلك، كما ذكرنا من قبل، إلى أن مقياس النجاح لديه ليس حجم المبالغ المالية التي جناها، ولكن مدى أهمية المشاكل التي سيسهم في حلها. ولهذا لا يهتم بنظرة الناس أو سخريتهم منه إذا أخفقت مشروعاته التي استثمر فيها أموالا ضخمة، لكن كل ما يشغله هو السعي وراء تحقيق غايات مهمة. وهذا يسهل كثيرا عملية اتخاذ القرارات، لأنه يركز كل طاقاته على الأهداف التي يعتقد أنها مفيدة للعالم. ويبدو أن أفكاره لاقت ترحيبا في الأسواق، ففي أكتوبر/تشرين الأول، قدر بنك "مورغان ستانلي" الاستثماري الأمريكي شركة "سبيس إكس" بقيمة 100 مليار دولار. إذ أسهمت الشركة في تخفيض تكاليف الرحلات الفضائية. لكن الإنجاز الحقيقي الذي يفخر به ماسك هو أن شركته أعادت الحياة لبرنامج الفضاء الأمريكي. فقد أطلقت الولايات المتحدة أول بعثة فضائية منذ عام 2011 لإرسال ستة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.