اللقاح الموعود في المغرب..تفاصيل رحلة شحن لم تقلع وملف طبي غير مكتمل



تحاصر وزارة الصحة الكثير من الأسئلة التي تحير المغاربة بشأن لقاح لم يصل بعد إلى أرض المملكة علما أن الوزير خالد آيت الطالب أعلن أن عملية تمنيع المواطنين ضد فيروس كورونا المستجد خُطط لها أن تبلغ هدفها مطلع ماي المقبل، قبل أن تلتزم جميع الجهات الرسمية صمتا يثير الريبة في هذا الملف الذي زاده التأخر غموضا.

بحثنا عن أسباب هذا الغموض الذي يكتنف عملية تلقيح المغاربة وجمعنا معطيات تخص رحلة الطائرة المتوجهة إلى مومباي التي تأجلت والملف الطبي للقاح “سينوفارم” واقتراح خبراء لجوء المغرب إلى لقاحات أخرى أسهل من ناحية النقل والتخزين وأكثر فاعلية.

طائرة لم تقلع

يوم السبت 16 يناير 2021 كان مقررا أن تعود طائرة من طراز “دريم لاينر” تابعة للخطوط الجوية الملكية إلى مطار محمد الخامس محمّلة بلقاح أسترازينيكا المنتج في مصنع مرخّص في الهند، لكن الطائرة لم تخرج الأجواء المغربية وتقرر تأجيل موعد إقلاعها نحو مومباي.

مصدر مسؤول أوضح لـ”الأيام24″ أن الطائرة التي تحمل ترقيم “9-787” كانت جاهزة لشحن كمية كبيرة من الجرعات لكنها لم تقلع بقرار اتخذ في آخر اللحظات، جاء في تقرير إداري عن هذا التغيير أن الأمر يتعلق بمشكل تنظيمي في الملاحة الجوية.

وبالعودة إلى تدوينة مطولة نشرها البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، فإن جرعات لقاح أسترازينيكا منذ مدة وهي قيد الشحن لكن موعد وصولها غير معلوم، وأكد أنه بعد “دراسة مستوفية لكل بيانات الملف المطروح من طرف شركة أسترا زينيكا و تمحيص الأبحاث المنشورة و ملف ترخيصه ببريطانيا و الهند، رخص للقاح من طرف الوزارة الوصية”.

“سينوفارم”…الشك !

يوم 11 غشت من سنة 2020 الماضية، أعلنت روسيا تطوير أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لكن المغرب تريث والتزم الصمت شأنه شأن أغلب دول العالم المشككة في نجاعة “سبوتنيك v”، قبل أن يعلن بعد ذلك بتسعة أيام عن توقيع اتفاقيتي تعاون مع المختبر الصيني “سينوفارم” في مجال التجارب السريرية مقابل استفادة المغرب من الأولوية في عملية تصدير اللقاح المطوّر، رغم أن الصين وروسيا تحاصرها الانتقادات من كل صوب فيما يتعلق بشفافية المعطيات التي يقدمانها للعالم.

هذا اللقاح الصيني الموعود في المغرب، وحسب ما علمه “الأيام24” فإن مديرية الأدوية في وزارة الصحة لا زالت تدرس ملفه المرسل من “سينوفارم” لأجل الترخيص بتسويقه في المملكة، لكن مصدرا مطلعا أوضح أن هذا الملف غير كامل.

ويواجه لقاح “سينوفارم” شكوكا بشأن فاعليته ومدى نجاعته في تمنيع الملقّح بجرعتين منه ضد فيروس كورونا المستجد، حيث تختلف الأرقام المعلن عنها فالصين تقول إنها أكثر من 90 في المئة بينما تتحدث الإمارات التي تشارك أيضا في التجارب السريرية عن نسبة بلغت 86 في المئة، غير أن “سينوفارم” أعلن في وقت سابق أن أحد اللقاحين اللذان يطورهما بلغت نسبت فاعليته 76 في المئة دون أن تحدد أي واحد منهما وما اسمه.

بحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية.

دول سبقت المغرب إلى الصين

قبل أيام قليلة عن نهاية سنة 2020، أعلن وزير الصحة خالد آيت الطالب أنه تم اقتناء 65 مليون جرعة من لقاحي “سينوفارم” و”أسترازينيكا” لتلقيح 25 مليون مغربي، ونحن اليوم في الأسبوع الثالث من يناير 2021، لم يصل اللقاح ولم يوضح الوزير وصمتت باقي الجهات الرسمية.

سبق المغرب إلى عملية التلقيح كل من الأردن والإمارات وصربيا والمشترك بين الدول الثلاث هو لقاحة سينوفارم، فالإمارات العربية المتحدة بدأت منتصف دجنبر حملة التلقيح في العاصمة أبوظبي، بعد أيام من تسجيل لقاح “سينوفارم” الصيني، وفي الأسبوع الماضي انطلقت العملية في الأردن عقب توصلها بأولى الجرعات من الصين، أما صربيا فقد حصلت قبل أيام على مليون جرعة من لقاح سينوفارم الصيني، وعملية التلقيح بدأت في البلاد قبل نهاية السنة الماضية.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً