سنين المعاناة الصعبة للحسن الثاني مع تدهور صحته



يدلي الصحافي الصديق معنينو الذي كان جد مقرب بحكم مهمته الصحافية، من العديد من الوقائع في المحيط الضيق للملك الحسن الثاني، وكبار صناع القرار السياسي طيلة أربعة عقود، بشهادته لحفظ الذاكرة عبر مذكرات “مغرب زمان”، حيث يتناول السنوات الخمس الأخيرة من حياة الحسن الثاني والتي عرفت كثافة كبرى من حيث الأحداث المتتالية، مرض الملك الراحل وعناده الذي لا يقاوم في مواجهة معاناة المرض في صمت، وكيف سهر بنفسه على حفر القبر، وبعبارته التي نقلها معنينو على لسان الرخام الذي أعد القبر “المحل المعلوم”، وكيف أشرف محمد السادس على الترتيبات الأخيرة لقبر الحسن الثاني..

 

الجزء الرابع: سنين المعاناة الصعبة للحسن الثاني مع تدهور صحته 

 

سنة 1996 سيشعر الحسن الثاني بتدهور صحته.. سيعاني داخل أسوار القصر، وستتكاثر عليه الأدوية والمسكنات والمنومات، وستقل خرجاته الرياضية في الكولف الملكي بدار السلام، بل كان يغتنم فترات الراحة للتريض في الكولف داخل القصر الملكي بالرباط.

 

سيشار عليه بالذهاب إلى فاس نظرا لقلة الرطوبة، ثم سيطلب منه الذهاب إلى مراكش نظرا لجمالها في جوها الربيعي، وسيرافقه في هذه الرحلات عدد من الأطباء المدنيين والعسكريين، المغاربة والأجانب.. وبذلك سيعيش القصر مرحلة صعبة.

 

ومع كل هذه الأوضاع، ظل الحسن الثاني يعاند القدر، ويحاول تجاوز الخلافات، وتعبيد الطريق أمام استمرار المُلك والملكية.. تأكد ذلك عند العفو على السجناء السياسيين.. والسجناء العسكريين… وتأسيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.. وتغيير عدد من القوانين الوضعية، وتغيير الدستور، والحوار مع المعارضة.. وتوسيع اختصاصات الحكومة.. وصلاحيات البرلمان.

 

توقفت مراقبة الصحف أو متابعة الصحافيين، ونشطت الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة، كل هذه الإنجازات كان الحسن الثاني يودّ تتويجها بضم كافة الجهود، وتوحيد الصفوف من أجل الاستقرار والاستمرار، وهما الضمانة الأساسية لكل تطور وتقدم في المغرب.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً