شقير لـ”الأيام24″: الجزائر تتملّص من المواجهة المباشرة مع المغرب



سارع ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي، للرد على تصريحات نظيره الجزائري صبري بوقدوم التي دعا من خلالها إلى عقد “مفاوضات مباشرة” بين المغرب والبوليساريو، مما يعني إبعاد الجزائر عن ملف الصحراء المغربية والتنصل من مسؤوليتها.

 

وأكد بوريطة بمناسبة افتتاح قنصلية السينغال بالعيون، على ضرورة التفاوض مع الجزائر بدل جبهة “البوليساريو”، باعتبارها طرفا حقيقيا في استمرار النزاع حول ملف الصحراء المغربية.

 

وتتمسك الرباط بموقفها السابق عبر رفضها إضاعة الوقت في مفاوضات مع البوليساريو المدعومة من النظام الجزائري، التي لا تملك القرار وتعتبر أداة في يد الجزائر الفاعل الأساسي في الأزمة المتواصلة حول الصحراء المغربية.

 

في هذا الإطار قال محمد شقير المحلل السياسي المختص في شؤون الصحراء في تصريح لـ”الأيام24″، أن السياق الحالي، ومع اقتراب انعقاد اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء، يقتضي رد بوريطة على نظيره بوقدوم الذي رجع للحديث بنفس الأسطوانة القديمة التي تقول أن الجزائر غير معنية بالنزاع، وأن المفاوضات يجب أن تكون فقط بين المغرب والبوليساريو.

 

وأوضح شقير، أن المناسبة في العيون، كانت تسمح بذلك بعد مشاركة بوريطة في مراسيم فتح قنصلية سينغالية، خاصة أن الجزائر والبوليساريو يقومان بتحركات مريبة للتشويش على كل الجهود المبذولة قبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن في 21 ابريل الجاري.

 

وبالتالي ، يؤكد المحلل السياسي، فإن الجزائر كانت وما زالت الطرف الرئيسي في الملف، والموائد المستديرة التي كانت تنظم قبل انسحاب المبعوث الأممي الأخير هورست كولر أظهرت أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع وليست عضوا ملاحظا، لأن الواقع السياسي يؤكد ذلك من خلال احتضانها للبوليساريو في تندوف ودعمها الديبلوماسي لهم وخرجات مسؤوليهم السياسيين التي تصب في مصلحتهم ، مما يظهر بالملموس أنها الطرف الرئيسي والمعني بالتفاوض.

 

وزاد المتحدث بالقول في حديثه للموقع، أن خرجة بوقادوم ومعه آخرون، تبرز وبشكل واضح، ازدواجية الخطاب في الجزائر مما يجعلها تتملص من الدخول في مواجهة مباشرة مع المغرب.

 

وبالتالي فرد بوريطة في افتتاح قنصلية السينغال التي تعد قريبة من مصدر النزاع ودولة من الدولة الفاعلة في المنطقة، يبرز شقير، فرصة سانحة لإبراز المواقف خاصة ونحن على مشارف انعقاد اجتماع مجلس الأمن برئاسة الفيتنام، حيث أن الكل ينتظر التوصيات التي سيخرج بها، وهل ستؤكد المواقف الأمريكية وتتبنى المستجدات الأخيرة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وسيادته على كامل ترابه.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً