كانوا في قلب صناعة القرار، وعلى رأس مؤسسات كبرى في الدولة، أو أسندت لهم مهام حساسة أو وظائف سامية، فظلوا سندا للسلطة المركزية، يقدمون لها الخدمة مقابل تفويض السلطة والجاه والارتقاء الاجتماعي والنفوذ.
ثم فجأة، وجدوا أنفسهم مغضوبا عليهم، أو منبوذين أو مهمشين، ليس بسبب مواقفهم السياسية المعارضة، أو لاختلافهم مع صانع القرار السياسي والاقتصادي بالمملكة، ولكن لغضبة أطاحت برؤوسهم من أعلى مراتب المسؤولية، أحيانا بشكل غامض، دون حتى أن يُعرف السبب لدى عموم الرأي العام. فيما وصلت ملفات بعضهم إلى ردهات المحاكم وتفجرت قضاياهم في الصحافة الوطنية والدولية، بل منهم من صدرت في حقهم أحكام وسجنوا لمدد طويلة، وآخرون تبدلت مواقعهم فما عادوا من الخدام المنعمين. وبينما اختارت قلة منهم اتخاذ مواقف مناهضة، توارى أغلبهم في غياهب النسيان.
ننشر عبر حلقات قصص سياسيين وزعماء وتكنوقراط وحزبيين ووزراء مقربين من مربع السلطة الذهبي جعلتهم كبواتهم يهوون من القمة إلى السفح.
حفيظ بنهاشم.. سجان المملكة الذي أطاح به بيدوفيلي
كان حفيظ بنهاشم أحد خدام الدولة الكبار، وقد عرف كيف يستمد قوته من إدريس البصري، الوزير القوي في مملكة الحسن الثاني، الذي حوَّله من موظف بسيط بسلك الشرطة إلى رجل نافذ، حين ألحقه بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية رئيسا لقسم الشؤون العامة. وبحكم النجاعة التي أبداها تمت ترقيته إلى منصب عامل بالإدارة المركزية، وهو المنصب الذي عمّر فيه 21 سنة، قبل أن يُعينه الملك الراحل الحسن الثاني في ماي 1997 مديراً عاما لإدارة الأمن الوطني.
في السنوات الأولى للعهد الجديد أقاله الملك محمد السادس من منصبه وعيّن بدله حميدو لعنيكري في صيف 2003 ليعود في 20 أبريل 2008 مندوبا عاما لإدارة السجون والإصلاح وإعادة الإدماج. لكن صيف 2013 لم يمر بردا وسلاما على حفيظ بن هاشم حيث تفجّر ملف مغتصب الأطفال البيدوفيلي الإسباني دانييل كالفان، حيث أثبتت التحقيقات التي أمر بفتحها الملك محمد السادس بعد انفجار القضية، أن مندوبية بنهاشم ارتكبت خطأ فادحا أدى إلى تمتيع «كالفان» بالعفو. وحسب بلاغ للديوان الملكي فإن التحقيق الذي أمر به الملك محمد السادس «مكن من تحديد الخلل على مستوى المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وأفضى إلى أن هذه المندوبية تتحمل كامل المسؤولية، إذ أثبت الأبحاث أنها زودت الديوان الملكي، عن طريق الخطأ، بمعلومات غير دقيقة عن الحالة الجنائية للمعني بالأمر».
حمل حفيظ بن هاشم وزر فضيحة العفو عن البيدوفيلي كالفان، بعد أن وجد نفسه في قلب محرقتها، محدثاً ضجة كبرى نجح الملك في امتصاصها عبر ثلاثة بيانات متتالية.
دوام الحال من المحال وأمثلة في هذا الشأن. لي يركب ينزل ولي أسمن يهزل والبقاء لله وحده .سعدات فاعل الخير .السلطة ان لم نقل عنها نشوة فهي اغراء (كل شيءهالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) قران كريم