شباط: هناك من يتحكم في الأمين العام وسأترشح لعمودية فاس ضدا في قرار اللجنة التنفيذية



  • حاوره: رضوان مبشور

يقال إن المناسبة شرط، ومناسبة إجراء هذا الحوار هو قرار اللجنة التنفيذية لحزب “الاستقلال” بعدم تزكية الأمين العام السابق للحزب حميد شباط لخوض غمار الانتخابات المحلية في فاس، رغم أن الرجل شرع منذ أشهر في حملته الانتخابية وأبرم تحالفات هنا وهناك، منذ عودته الأخيرة من ألمانيا حيث ظل يقيم لأزيد من سنتين.

يبدو حميد شباط في هذا الحوار قاسيا بشكل كبير في حق الأمين العام الحالي نزار بركة، فأحيانا يتهمه بعدم ممارسة اختصاصاته وأن “هناك جهات نافذة داخل الحزب تتحكم فيه” أو أنه “مازال لابس بلاكة 90 ديال السياسة” أو أنه “باع مدينة فاس لإدريس الأزمي”، كما يتحدث عن حمدي ولد الرشيد، وعن ترشحه لعمودية فاس في الانتخابات المقبلة، وحكاية تزكيته لابن عباس الفاسي في فاس، وإمكانية ترشحه باسم حزب آخر.

ولأن مسافتنا من الكل واحدة، فنحن نرحب بالسيد نزار بركة إذا ما أراد أن يرد في حوار مماثل على كل الاتهامات التي وجهت له في هذا الحوار من طرف حميد شباط.

 

كيف تعلق على قرار الأمانة العامة لحزب «الاستقلال» بعدم تزكيتك في الانتخابات الجماعية المقبلة؟

> تعليقي واضح. حزب «الاستقلال» حزب مؤسسات، لديه نظام أساسي ونظام داخلي. والقيادة أو ما يسمى بـ»اللجنة التنفيذية» تخرق هذه القوانين، وهذا خطر على الديمقراطية الداخلية للحزب وخطر كذلك على البلاد، فالحزب الذي لا يحترم الديمقراطية الداخلية ويخرق القوانين من الصعب جدا أن يقود البلاد وأن يتحمل المسؤولية.

الشعب يعتبر الانتخابات المقبلة أساسية وضرورية، بحكم أنها تنظم في يوم واحد، هناك انتخابات برلمانية ومحلية. لكن الغريب في الأمر أن إخواننا في اللجنة التنفيذية للحزب لا يفكرون سوى في الحكومة والانتخابات التشريعية، لا يهتمون بالمدن ولا بالقرى، وهذا خلف غضبا على المستوى الوطني وخصوصا بمدينة فاس.

في مدينة فاس قمنا بعمل جبار، لكن مع الأسف عندما ترى أمينا عاما يضرب بعرض الحائط العمل الذي قام به الحزب على مستوى المدينة، من خلال رجال ونساء أكفاء ممن تربوا منذ طفولتهم في الشبيبة الاستقلالية إلى أن أصبحوا في مستوى معين لقيادة مدينة فاس، التي يعتز بها العالم، لا يمكن سوى أن أقول إن هؤلاء – من اتخذوا القرار – مهووسون بالمناصب.

(مقاطعا).. لكن نفس الأمر يمكن أن يقال عنك. يقال كذلك إن حميد شباط مهووس بالمناصب..

> أنا مهووس بخدمة الساكنة وخدمة الوطن، ولدي قناعة راسخة أن استقرار المدينة من استقرار الوطن.

أظن أن السيد نزار بركة ما زالت تؤثر عليه الفترة التي قضاها وزيرا للمالية، حيث كان يشتغل إلى جانبه السيد إدريس الأزمي، عمدة فاس الحالي، لما كان وزيرا منتدبا للميزانية، لقد اشتغلا معا وأنا لا أعرف ما يدور بينهما. لا أفهم كيف أن السيد نزار بركة يتحدث عن الشعبوية ويقول أنه لا يجب أن نتحدث عن الناس، لكن من وجهة نظري فمن اللازم أن يتحدث السيد إدريس الأزمي عن حصيلته على رأس تسيير مدينة فاس، والتنقيط الذي يمكن أن نعطيه لعمدة فاس الحالي هو صفر، فالمدينة تراجعت إلى الوراء في جميع المجالات، سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو معمارية، أو على مستوى النظافة، والنقل، والكهرباء، والحدائق… هناك إذن تراجع على جميع المستويات، ولذلك فلا يمكن للسيد نزار بركة أن يطلب مني ألا أتحدث عن هذه الأمور وألا أقوم بالحملة الانتخابية.

أنا في الحقيقة أشك أنه ما زالت هناك علاقة متواصلة بين الرجلين، وأنه قد تم بيع مدينة فاس. هذا السؤال أطرحه على السيد نزار بركة وأريده أن يوضح لنا الأمور.

أنت الآن تنتقد الأمانة العامة واللجنة التنفيذية بعدم تزكيتك لكن واقع الحال يؤكد أنك لم تقدم ترشيحك أصلا للجنة التزكيات؟

> اللجنة الوطنية للانتخابات لجنة تهم الانتخابات التشريعية فقط، وهذا ما يمكن أن تتأكد منه عندما تقرأ بلاغ الحزب بهذا الخصوص، فهي لا تهم الانتخابات المحلية.

الانتخابات المحلية في قوانين الحزب تتكلف بها الفروع والدوائر والمناضلون والساكنة، ولا علاقة للتزكيات المحلية بلجنة الترشيحات، فلجنة الترشيحات وطنية وليست محلية.

لجنة الترشيحات هاته جاءت بعد 4 أشهر من توزيع السيد نزار بركة وأعضاء من اللجنة التنفيذية للتزكيات بخصوص الانتخابات التشريعية، أعطوها لأشخاص من خارج الحزب، قبل تعيين لجنة الترشيحات، لكن عندما تدخلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الصحافة وقلنا «اللهم إن هذا منكر» وطالبنا بتطبيق القانون، لم تنعقد دورة المجلس الوطني سوى في شهر يونيو، لكن منذ بداية السنة الجارية كانوا يترددون على منازل العديد من الأشخاص من خارج الحزب ويقومون بتزكيتهم للانتخابات، وهذا خلق غضبا كبيرا وأثار عديد التساؤلات: أليس لدينا مناضلون في الحزب؟ أليس لدينا أشخاص جديرون بالترشيح؟ كيف يتم إقصاء برلمانيين حاليين ورفض منحهم التزكيات رغم أن مقاعدهم مضمونة ويتم استقدام أشخاص من أحزاب أخرى؟

هذا معناه أننا نقوم بملء الحزب بأشخاص من خارج الحزب استعدادا للمؤتمر المقبل، حيث أن البرلماني في قوانين الحزب يصبح بشكل أوتوماتيكي عضوا في المجلس الوطني للحزب، في الوقت الذي كان فيه المناضلون يحتاجون إلى 20 أو 30 سنة حتى يتمكنوا الحصول على عضوية المجلس الوطني. والواقع أن الأعضاء الجدد ممن يأتون من أحزاب أخرى ويحصلون بشكل مباشر على عضوية المجلس لا يعرفون الحزب ولا من أسسه أو مرتكزاته الأساسية ولا يعرفون حتى نشيد الحزب، لكنه سيحصلون بسهولة على عضوية المجلس الوطني وهم من سيترأسون المجلس الإقليمي الذي صعدوا منه، وهو من سيأتي بأعضاء المجلس الوطني، مما يعني أن حزب «الاستقلال» لن يبقى هو الحزب الذي نعرفه.

ما يقوم به اليوم السيد نزار بركة خطير، هو يتعرض لضغط داخلي يمارسه عليه أشخاص وافدون من أحزاب أخرى، وهذا أدى إلى أن الاستقلاليين أصبحوا يرون أنفسهم خارج الحزب الذي عرفوه يدافع عن مبادئه وعن الوحدة الترابية وعن الملكية الدستورية وعن هوية البلاد.

 

هل سيترشح حميد شباط للانتخابات المقبلة؟

> هذا طبيعي. نحن دائما متمسكون بحقنا، ساكنة فاس تتحدث اليوم لغة واحدة ولديها رغبة كبيرة في عودة حميد شباط، باستثناء اللجنة التنفيذية لحزب «الاستقلال» التي ليست لها نفس الرغبة، وهذا الأمر يمكن أن تتأكد منه إذا قمت باستطلاع رأي في فاس. تصريحات نزار بركة لا تخدم سوى الحزب الذي يسير اليوم مدينة فاس، ولا أعلم ما الذي يحصل حقيقة، بل أشك أن هناك علاقة بين نزار بركة وإدريس الأزمي مستمرة منذ اشتغالهما سويا في وزارة المالية.

وهل سيترشح حميد شباط باسم حزب «الاستقلال» أم سيختار حزبا آخر؟

> بالنسبة لي، فالكرة اليوم في ملعب اللجنة التنفيذية، إذا كانوا يريدون أن تكون فاس من نصيب حزب «الاستقلال» فالمناضلون على أتم الاستعداد، أما إذا كانت رغبتهم عكس ذلك، فسيكون لنا كلام آخر ومختلف المسؤولين في الفروع والتنظيمات والشبيبة ومنظمة المرأة، هم من سيتخذون القرار.

ما أفهمه من كلامك أنك لا تستبعد إمكانية الترشح للانتخابات المحلية باسم حزب آخر؟

> هم من فتحوا هذه الإمكانية، هم من خرقوا قوانين الحزب وليس حميد شباط. أنا نسيت كل شيء، وحتى عندما يذكرني أحدهم بالمؤتمر الـ 17، كنت أجيبه بعبارة «دفنا الماضي»، لكن لا أتمنى أن يفرضوا علينا أن نقول هذه المرة أننا «لم ندفن الماضي»، وتعلم أن عبد الكريم غلاب كتب كتابا آخر بعنوان «لم ندفن الماضي».

بلغة المباشر، هناك أخبار تتحدث عن إمكانية ترشح حميد شباط باسم «الحركة الشعبية»؟

> هناك من قال كذلك أنني سأترشح في حزب «الروبيني»، وهناك من قال «الحركة الشعبية» ومن قال حزب «الأحرار» ومن يقول «الأصالة والمعاصرة»، وكل شخص يجتهد ويرى من هو الأنسب.

هل يمكن أن يحصل نوع من التوافق بينك وبين قيادة الحزب في المستقبل القريب، أم أنك ترى أن ساعة الطلاق قد دقت؟

> منذ 3 أشهر وعدد كبير من الاستقالات تتقاطر على الحزب من طرف عدد كبير من كتاب الفروع، وكتاب إقليميون التحقوا بأحزاب أخرى، وفي مقابل ذلك تم تعيين شخص من «العدالة والتنمية» كاتبا إقليميا للحزب بأحد الأقاليم، هذا غريب.

 

كلام السيد نزار بركة يراه الكثيرون مقنعا، عندما يقول في ندوة أخيرة في وكالة المغرب العربي للأنباء إن الأعراف تؤكد أن الحزب يخشى أن يسقط حميد شباط في الانتخابات بصفته أمينا عاما. ألا يبدو كلامه منطقيا، خاصة وأنه قال كذلك أن الأمناء العامين السابقين لا يترشحون؟

> هذه فتوى بليدة مع كامل الأسف، الراحل علال الفاسي بقي أمينا عاما على رأس الحزب إلى أن غادرنا إلى دار البقاء، وامحمد بوستة رحمه الله تحمل المسؤولية 24 سنة حتى دخل في مرض، والسيد عباس الفاسي بقي على رأس الحزب 14 سنة حتى دخل هو الآخر في مرض، أما أول أمين عام وهو الراحل أحمد بلافريج فالجميع يعرفون السياق الذي مر منه، حيث لم تكن الانتخابات مثل ما هو عليه اليوم.

وهكذا فعلى أي أساس استند السيد نزار بركة في الفتوى التي جاء بها؟ والخطير في الأمر أن السيد بركة لا يعرف الأمناء العامين، لا يعرفهم ولا يعرف تاريخهم ولا يعرف كم بقي كل واحد منهم على رأس الحزب.

لكن السيد نزار بركة يتحدث عن عرف دأب عليه الأمناء العامون؟ أين الإشكال في ذلك؟

> وهل نحن في دولة نسيرها بالأعراف؟ المغرب دولة مستقلة لها دستور وقوانين وتنظيمات، حزب «الاستقلال» اليوم ليس هو حزب «الاستقلال» لعام 1934. والله عجيب هذا الكلام !

تحدثت عما أسميته «الضغط الداخلي» الذي يتعرض له الأمين العام. أفهم من كلامك أن هناك أشخاصا داخل اللجنة التنفيذية أقوى وأكثر نفوذا من مؤسسة الأمين العام؟

> هذا طبيعي، هناك قوة داخل الحزب، وهم يستغلون ضعف الأمين العام، لكن السيد نزار بركة يجب أن يمارس اختصاصاته.

نحن اليوم في مرحلة الانتخابات، وحل الفروع عشنا خطره في الاتحاد العام للشغالين، لكن الأحزاب لم تأخذ الدرس من الانتخابات المهنية، حيث أن 51,5 في المائة ترشحوا كـ «لا منتمين»، تصور معي أن يتغير الدستور المغربي وأن يصبح فيه الحق لـ»اللامنتمين» أن يصبحوا رؤساء جماعات ومقاطعات ورؤساء برلمان، حينها لا أعتقد أنه سيبقى هناك حزب وحيد، فمثل هذه الممارسات التي تقوم بها اللجنة التنفيذية وعلى رأسها «السي نزار» هو ما يجعل الشباب يتهربون من الأحزاب السياسية.

العالم يتغير، دونالد ترامب حينما أصبحا رئيسا لم يكن منتميا للحزب الجمهوري، ونفس الأمر بالنسبة لإمانويل ماكرون لم يكن عضوا لا في الحزب الاشتراكي ولا في حزب «من أجل الجمهورية»، فماكرون جاء «لا منتمي» قبل أن يشكل حزبه بعد ذلك.

اليوم هناك «موضة» على مستوى العالم في ما يتعلق بالهروب من الأحزاب السياسية. بلادنا فيها تعددية، وهذا شيء جيد، لها دستور وهذا كذلك شيء جميل، لكن على الأحزاب أن تحترم نفسها، فاللجنة التنفيذية تقول أنها هي من تحكم وهي من تزكي. وأنا أقول لهم: من أنتم؟ هل تعرفون أزقة فاس حتى تتحدثوا عنها؟ هل يعرفون أزقة ودروب باقي المدن حتى يتحدثوا عنها؟

ما الذي تقصده بهذا الكلام؟

> ما أقصده هو أن الانتخابات المحلية تبقى محلية ولا علاقة لها بقيادة الحزب. هذه اللخبطة الحاصلة اليوم داخل الأحزاب تؤكد أن ما يقال عن الأحزاب السياسية صحيح، وها أنت ترى كيف أن والي بنك المغرب انتقد الأحزاب، ولم يستطع أحد أن يدافع عن نفسه، وبأي حجة سيدافعون عن أنفسهم؟

ساكنة فاس لها اليوم حنين لأن يعود حميد شباط لعمودية المدينة، لكني تفاجأت كيف أن السيد الأمين العام ومن خلال جملتين في ندوة بوكالة المغرب العربي للأنباء، وبحضور سفير دولة أجنبية، يتحدث عن المشاكل الداخلية للحزب. أليست للأمين العام القدرة على مواجهة قواعد الحزب؟ هذا هو المشكل الذي أتأسف له.

 

قبل أن أجري معك هذا الحوار، قيل لي من طرف أعضاء في اللجنة التنفيذية للحزب، ونفس الكلام يتم ترديده في الصالونات السياسية أن هناك جهات خارجية لا تريد أن يعود حميد شباط للمشهد السياسي. كيف ترد على هذا الكلام؟

> إذا كانت لديهم الشجاعة فليسموا هذه الجهات. هذا الكلام غير صحيح.

لكن ما الذي يجعلك تقول إن هذا الكلام غير صحيح؟

> الصحيح هو أن هناك صراعا داخليا، فالقيادة الحالية عينها على المؤتمر المقبل، وهي تعمل الآن على أن تذوب هوية الحزب، تريده أن يصبح حزبا كباقي الأحزاب يتحكم فيه «صحاب الشكارة»، وهذا ظهر في عملية بيع مطبعة الحزب، وهي مطبعة «الرسالة» رغم كونها واحدة من أعرق المطابع في المغرب. هذه أمور مقصودة، وتقف وراءها جهات من داخل الحزب.

أما زلت مقتنعا أنه ليست هناك جهات خارجية غاضبة على حميد شباط ولا تريده في المشهد السياسي؟

> هذا أمر مستبعد جدا وغير مطروح. أو قد يكون مطروحا في عقلية البعض داخل الحزب، فهم يتصرفون هكذا. أما حديثك عن الصالونات فأقول لك «هاد الهضرة عيينا منها». حميد شباط شخص معروف ناضل وكافح من أجل هذا الوطن، وخدم مدينة فاس، ومحبة ساكنة فاس لنا نعتز بها ونفتخر بها، وهي الوسام الذي نعلقه على صدورنا.

الكل يتذكر خطابا لصاحب الجلالة في افتتاح إحدى الدورات البرلمانية، عندما قال إن مدينة فاس ورغم إمكانياتها القليلة قامت بمنجزات كبيرة، بمعنى أن هناك عطفا ملكيا على فاس.

لكن ساكنة فاس عاقبوك سنة 2015 وصوتوا ضدك في الانتخابات الجماعية وفقدت عمودية المدينة التي شغلتها ما بين 2003 و2015؟

> سنة 2015 كانت هناك موجة، وأنا لا أرى أن هناك عقابا. العقاب بالنسبة لي هو لو أنه في الفترة ما بين 2015 و2021 أنجز الكثير في مدينة فاس على غرار ما أنجز في المرحلة السابقة.

السيد نزار بركة لو أنه يعرف كيف يحلل، سيتأكد أن تجربة حزب «الاستقلال» في مدينة فاس هي تجربة مهمة للوطن. نحن لم نفعل كما فعل البعض في سوريا واليمن من إراقة للدماء في الربيع العربي، فبعد خطاب 9 مارس ودستور فاتح يوليوز 2011، تحملت المعارضة مسؤولية الحكومة، لكن عندما نزلوا إلى الميدان عرفهم الشعب، وها هو هذا الشعب لم يعد يقبل أن يكذب عليه أي كان باسم الدين، ولم يعد الشعب يثق سوى بالوطن وبالنظام الملكي الدستوري وبالمعقول.

 

الأمين العام في نهاية المطاف هو من يتحمل المسؤولية. ومن صلاحياته أن يتخذ أي قرار، وصلاحياته من خولت له حل فروع الحزب.

> مؤسف حقا ما قاله السيد الأمين العام، فقاطرة حزب «الاستقلال» بمدينة فاس كانت تسير بشكل جيد، لكن الأمين العام قام بفرملة هذه القاطرة بجرة قلم، من دون الرجوع إلى القوانين، حيث أن حل الفروع غير قانوني، وأنا أتحداه أن يقدم لي جملة واحدة في القانون الأساسي تنص على حل الفروع، حيث أن الفروع جديدة وتم التصويت عليها في صناديق الاقتراع، حيث كان الاقتراع سريا.

الأخ جواد حمدي وهو مفتش الحزب تعذب لمدة سنتين حتى تكون للحزب فروع موجودة قبل الانتخابات، لكن السيد نزار بركة رفقة اللجنة التنفيذية، مع احترامي لهم، قرروا حل الفروع، وهذه كارثة من كوارث الزمان.

لكن كيف تفسر حل فروع فاس بالتحديد؟

> بكل بساطة لأن الفروع جميعها تزكي حميد شباط. وجميع الفروع تطلب الديمقراطية وأعضاؤها يرفضون أن يستقبلوا أي برلماني سوى بموافقتهم، لأنهم هم من سيشتغلون غدا وهم من سيتواصلون مع الساكنة وهم من سيتحملون المسؤولية أمامها. الفروع هي التي تلتزم مع الساكنة، وهي التي تعرف الناس، وهي التي ستدق أبوابهم في الانتخابات.

 

تبدو في خطابك قاسيا في حق الأمين العام للحزب…

> السيد الأمين العام، إذا كان سياسيا، عليه أن يحلل الأمور، يبدو أنه مازال جديدا ولذلك «خصو يلبس بلاكة 90 ويتعلم»، وأعتقد أنه يمكن أن يتعلم السياسة في ظرف ثلاثة أشهر فقط.

السيد نزار بركة ما يزال يتذكر المؤتمر الأخير الذي طويناه، ويحافظ على الحقد، وهذا أمر لا يجب أن يكون.

ما يظهر أنك لم تكن أبدا في خرجاتك السابقة تنتقد الأمين العام لحزبكم، لكنك اليوم وعلى غير العادة تكلمت عنه بلهجة شديدة وغير مسبوقة، ما الذي تغير منذ الأسبوع الماضي إلى اليوم؟

> أول شخص جالسته بعد عودتي للمغرب هو السيد نزار بركة، وتحدثنا عن مدينة فاس كما تحدثنا عن أمور أخرى، لكن بركة تعرض لضغط كبير داخل اللجنة التنفيذية، فهذا يعني أنه لا يملك استقلالية القرار الشخصي.

كنت دائما أطالب باحترام مؤسسة الأمانة العامة، كيفما كانت نتائج المؤتمر، لكن هذه المؤسسة يجب كذلك أن تحترم نفسها، انطلاقا من مبدأ «احترم تحترم».

من كنت تطالب باحترام مؤسسة الأمانة العامة؟

> كنت أقولها للإخوان الذي يشتغلون معه وبالقرب منه، فالحزب لا يمكن أن يسير برأسين، لا يعقل أنه في اجتماعات اللجنة التنفيذية «ينوض الهرج والمرج»، وفي كل مرة يقال للأمين العام «حنا لي جبناك»، فهذه ليست لغة وليست أسلوبا وليست منطقا.

أتذكر أنه في المؤتمر الأخير، لما اختلفنا على من سيسير أول دورة للمجلس الوطني، تسابقنا أنا ونزار بركة، فنهض السيد حمدي ولد الرشيد وتحدث مع نزار بقسوة قائلا له: «شوف راه غادي نفسخو الاتفاق لي بيناتنا، نتا معندك الحق تقرر حنا لي كنسيرو ماشي نتا».

ما يفهم من كل هذه الأمور هو أن الصراع الحقيقي لحميد شباط ليس مع نزار بركة ولكن مع حمدي ولد الرشيد.

> أنا ليس لدي صراع مع أي كان، أنا أقول للجميع فلننس الماضي، أريد أن نتذكر من الماضي الأشياء الجميلة فقط. السياسة كلها عقبات وفخاخ، ولذلك يجب أن نكون مسؤولين إلى جانب الدولة.

الإنسان يمكن أن يرتكب أغلاطا، وحتى «الأنبياء بدورهم كانوا كيغلطو وكينزل عليهم الوحي»، أما نحن «مغديش ينزل علينا الوحي»، وهذا هو الفرق، ولذلك على الإنسان أن يراجع حساباته، وألا يبقى متحجرا في عقليته القديمة ويتذكر أشياء وقعت قبل 5 أو 10 سنوات.

ما أريد أن أقوله هو أن الشخص الذي لم يحصل بعد على رخصة السياقة لا يمكنه أن يقود السيارة، والأمين العام لا يقود السيارة فقط ولكنه يقود قطارا كبيرا على متنه آلاف المناضلين والمناضلات، فلا يعقل أن الأمين العام يترك مناضلي الحزب ويزكي للانتخابات أشخاصا آخرين من أحزاب أخرى.

هناك كلام للأمين العام يقول أنه في عهدكم تراجع عدد الحقائب البرلمانية لحزبكم. أليس هذا صحيحا؟

كل انتخابات لها ظروفها، وكما صوت هو على القاسم الانتخابي فهو يعرف حقيقة لماذا صوت عليه، وأنا لن آتي غدا لأنتقد قراره بل سأدافع عنه، حيث أن هذا الأمر سيحفز المواطن ليدلي بصوته، لكن حدث في لقاء في مدينة ما أن سمعته يقول إنه صوت على القاسم الانتخابي لأن «هادوك عندهم قاعدة» (يقصد العدالة والتنمية)، وهذا في الحقيقة كلام غير مفهوم، فحزب «الاستقلال» بدوره يتوفر على قاعدة.

لما سمعت هذا الكلام تصبب جبيني عرقا، وكنا نحن فقط 19 أو 20 شخصا نستمع إلى كلمته التي كانت تبث بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والحمد لله أن المغاربة لم يستمعوا لكلمته، بينما أنا في «لايف» قمت بنشره أمس على حسابي في «الفيسبوك» شاهده في أقل من 12 ساعة ما يفوق 52 ألف شخص.

يبدو أنكم اليوم في حزب «الاستقلال» مدعويين لقراءة كتاب الراحل عبد الكريم غلاب «دفنا الماضي» وكتاب «النقد الذاتي» للراحل علال الفاسي حتى تتمكنوا من تجاوز مشاكلكم الداخلية.

> مع الأسف، أعتقد أن جزءا كبيرا من الحزب لم يطالعوا هاذين الكتابين، ولو فعلوا ذلك لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً