هل تحيي انتخابات 8 شتنبر حلم وحدة اليسار؟.. خبير: الوحدة “وهم”



عاد سؤال وحدة اليسار ليطرح نفسه على الأحزاب السياسية التي تتبنى هذه المرجعية، خصوصا مع الفرز الذي عرفته الساحة بعد انتخابات 8 شتنبر الأخيرة، بحيث وجدت الأحزاب اليسارية نفسها في صفوف المعارضة رغم الرغبة الجامحة التي كانت تتملك البعض في المشاركة بحكومة عزيز أخنوش.

 

وفي الوقت الذي يعتبر البعض وجود أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية واليسار الاشتراكي الموحد، وفدرالية اليسار، في المعارضة، فرصة سانحة لتأسيس نواة حقيقية لتحقيق حلم “الوحدة” الذي لا يخفيه عدد من قادة اليسار بالمملكة.

 

وفي اتصال هاتفي ل”الأيام 24″ مع أحد قادة اليسار المؤمنين بضرورة الوحدة والتقارب بين أحزاب اليسار المغربي، قال مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، إن توحيد اليسار موضوع “مطروح علينا جميعا كأحزاب يسارية ومواطنين مغاربة”.

 

وأضاف العلوي أن بعض الهيئات اليسارية مقبلة على تنظيم مؤتمراتها في المرحلة المقبلة، مؤكدا “سنرى كيف ستتطور وسنصفق بأيدينا وأرجلنا إن اقتضى الحال ذلك، إذا كانت هناك آفاق للتلاقي في المستقبل”، في إشارة إلى مؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي المرتقب أن يفرز قيادة جديدة بعدما أعلن كاتبه الأول إدريس لشكر، عدم نيته الترشح لقيادة الحزب مجددا.

 

وشدد العلوي على أن أحزاب اليسار مطالبة بقوة بالنظر في إعادة بناء صرحه، مقرا في الآن ذاته، بأن هذا الحلم يبقى “صعبا” في ظل الشروط الذاتية والموضوعية التي يواجهها هذا التيار.

 

من جهته، اعتبر إسماعيل حمودي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن وحدة اليسار مجرد “وهم لدى جزء من اليسار وليس الكل، وهذا الوهم من الصعب تحقيقه على أرض الواقع بالنظر إلى اعتبارات مختلفة”.

 

وأوضح حمودي في حديث مع “الأيام 24” أن اختلاف المسارات “الفكرية والسياسية والإديولوجية لأحزاب اليسار تمنعهم من الوحدة”، موضحا أن هذه التنظيمات تعيش “تباينا كبيرا في الرؤى والخطوط السياسية”.

 

وزاد المحلل السياسي ذاته مبينا أن الفرق “شاسع بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد، وهذا التباين في الخط السياسي كان وراء تفجر فدارالية اليسار قبل الانتخابات الأخيرة”، وفق تعبيره.

 

وأشار حمودي إلى أن العوامل الذاتية والتنظيمية لا تساعد على تحقيق حلم وحدة اليسار، مؤكدا أن اليسار “يفتقر اليوم إلى مقومات الوحدة ويعاني من التشتت في الهيئات التنظيمية في الواقع المادي التي تتكاثر باستمرار وتتعدد وهذا عامل ذاتي يحول دون تحقيق الوحدة”.

 

وسجل جمودي أن هذه البنيات التنظيمية اليسارية فيها “تطلعات ورهانات مستقلة بذاتها عن تطلعات الأعضاء الطامحين في تحقيق الوحدة”، مبرزا أن أقصى ما يمكن أن يحققه اليسار في هذه المرحلة هو “إعادة ترميم صفوف أحزابه الداخلية”.

 

وقال حمودي “ما يمكن لليسار القيام به هو أن ينخرط كل حزب في ترميم ذاته التنظيمية”، مبرزا ان حزب الاتحاد الاشتراكي عليه أن “يجمع ويرمم صفوفه كحزب لأنه مشتت منذ دخوله الحكومة”، مستدركا أن هذا الطموح “ليس بالأمر السهل لأن هناك سنوات من الفرقة والجفاء وانعدام الثقة”.

 

كما أشار المحلل السياسي ذاته إلى ئن حزب التقدم والاشتراكية بدوره يعاني من الفرقة والانسحابات في كل مرحلة، بالإضافة إلى ما يعرفه الاشتراكي الموحد من تباين في وجهات النظر بين أعضاءه، ليتساءل “كيف لأحزاب منقسمة على نفسها أن تتوحد فيما بينها؟ فيجب عليها التفكير في وحدتها الداخلية والتنظيمية أولا قبل الحديث عن وحدة اليسار كله”.

مقالات مرتبطة :

تعليقات الزوار
  1. النوري احمد محمد

    على الاحزاب اليسارية والتقدمية ان تشبب القيادة بدم جديد ووجوه شابة مثقفة وطنية من طلاب واطر وفلاحين وصناع وتجار ومعطلين كما على البعض ان يسلم المشعل كفى مثلا ذ ادريس لشكر الحبيب المالكي اسماعيل العلوي نبيل بن عبد الله وا خرين

اترك تعليق


إقرأ أيضاً