هل يؤشر الزخم الدولي الداعم للمقترح المغربي على نهاية وشيكة للبوليساريو؟



هبّت رياح قوية على ملف الصحراء المغربية فنقلته إلى موقع آخر يزيد الرباط قوة، بعد تزايد الدعم المتوالي لمقترح الحكم الذاتي من عواصم ذات وزن سياسي، آخرها اسبانيا التي شكل إقرارها بالمقترح المغربي، ضربة سياسية موجعة في خاصرة أطروحة البوليساريو والدبلوماسية الجزائرية التي حاولت تدارك الموقف الإسباني من خلال إشهار كافة أوراق ضغطها في وجه مدريد لعلها تعيد الوضع إلى سابق عهده.

 

وفي خضم سياق جيو استراتيجي متوتر على مستوى المنطقة المتوسطية أو حتى العالمية، يراهن المغرب في ذلك على دبلوماسية اقتصادية، يقول خبراء إن الرباط دخلتها بقوة، حيث سبقت هذا التوسع في تأييد مبادرة الحكم الذاتي، دعوة مغربية موجهة إلى الأوروبيين لـ”الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها”، وتحذير من الملك المغربي الملك محمد السادس، في خطاب للأمة في نونبر الماضي، من أن “المغرب لن يدخل معهم في أي نهج اقتصادي أو تجاري من شأنه استبعاد الصحراء المغربية”.

 

ويرى خبراء، أن  المجتمع الدولي بات مقتنعاً بأن حل النزاع في الصحراء المغربية لا يمكن إلا أن يأخذ بعين الاعتبار الأدوار الجيو- استراتيجية الكبيرة التي يلعبها المغرب في عدد من الملفات الدولية الحارقة، كمحاربة الإرهاب والتطرف والتصدي للهجرة غير الشرعية والمساهمة النوعية في حل عدد من القضايا والنزاعات الإقليمية، كالملفين الليبي والمالي”.

 

وقال عبد الحميد باب الله، الباحث في العلاقات الدولية، أن الإشادات الدولية المتتالية بمبادرة الحكم الذاتي المغربية، مؤشر على قرب انفراج الملف في اتجاه حل واقعي موضوعي، يبدأ المغرب من خلاله  تنزيل الجهوية الموسعة في أقاليمه الجنوبية في انتظار انعطافة جذرية في حل الملف في الفترة المقبلة.

 

وأضاف في حديثه لـ”الأيام 24″ أن تشديد المغرب خلال السنتين الأخيرتين، على ضرورة خروج الجميع من المنطقة الرمادية وإعلان مواقفهم بصراحة، وكذلك اعتراف دول وازنة في العالم أو في المنطقة كالولايات المتحدة وإسبانيا، حرّر الكثير من الدول المترددة، مما خلّف الأثر الإيجابي على المغرب في ما يخص مطلبه في نزاع الصحراء”.

 

وبالنسبة للباحث في العلاقات الدولية، فإن ملف الصحراء يتجه مع توالي الدعم الدولي، سواء للحكم الذاتي أو لمغربية الصحراء، نحو الحل السياسي. ويأتي ذلك بحسب رأيه، خصوصاً أن الاعترافات التي حظي بها في الأيام والأسابيع الاخيرة أتت من دول عربية وغربية لها وزنها وتأثيرها على الملف أممياً.

 

الدعم الدولي المتزايد للمغرب في ملف الصحراء، من خلاف إعلان التأييد مباشرة أو فتح القنصليات في العيون والداخلة، يستنفر النظام الجزائري التي اتخذت ما يزال قرارات تصعيدية ضد المغرب والآن مع اسبانيا، وذلك على هامش ما عرفه الملف المذكور تحّولا جذريا في تعاطي الدول معه ما اعتبره ملاحظون أنه “استشعار لنهاية وشيكة لفزاعة الانفصال وأطماع الأطلسي”.

مقالات مرتبطة :

تعليقات الزوار
  1. خالد

    رغم كل هذا التقدم الهائل والاجابي في ملف مغربية الصحراء مازال حكام الجزائر العسكر العجزة متعنتون بعقلية عفى عنها الزمن ورثوها من بوخروبة والقدافي في سبعينيات القرن الماضي بعد أن صرفوا ماءات ملاريير الدولارات على وهم وسراب اسمه البولساريو وذالك مع الأسف على حساب الشعب الجزائري

اترك تعليق


إقرأ أيضاً