روسيا وأوكرانيا: قصة شبه جزيرة القرم التي طرد ستالين سكانها المسلمين
في تطور جديد يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحرب الدائرة في بلده بدأت في شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي بتحريرها. وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات فقط من وقوع سلسلة انفجارات في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم وهو ما أسفر عن مقتل شخص واحد. روسيا التي أعاد بوتين صياغتها وفق رؤيته أوكرانيا ثاني أكبر دولة أوروبية مساحة فماذا نعرف عنها أيضاً؟ ولم يذكر الرئيس الأوكراني هذه الانفجارات، لكنه ركز في خطابه على شبه الجزيرة والتأكيد على أن "القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبدا". وقللت روسيا من شأن الانفجارات، ونفى مستشار أوكراني كبير مسؤولية الجيش الأوكراني عنها. ومن الناحية الرسمية، تعد شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، ولكن روسيا ضمتها إليها في عام 2014 بعد تنظيم استفتاء مثير للجدل، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي غير شرعي. وتجنب زيلينسكي الحديث عن التفجيرات في خطابه، لكنه تحدث بإسهاب عن شبه جزيرة القرم قائلا: "لن ننسى أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا بدأت باحتلال شبه جزيرة القرم". وأضاف "هذه الحرب الروسية... بدأت مع شبه جزيرة القرم ويجب أن تنتهي في شبه جزيرة القرم بتحريرها". وتشير تصريحات زيلينسكي الأخيرة إلى أنه يعتقد أن أوكرانيا يجب أن تستعيد شبه الجزيرة قبل أن تنتهي الحرب الحالية، لكنه ادلى في الماضي بتصريحات تناقض ذلك بشأن هذه القضية. ففي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إن كييف يمكن أن تقبل السلام إذا عادت روسيا إلى مواقعها قبل 24 فبراير/شباط الماضي، مما يعني أنه لم يضع استعادة شبه جزيرة القرم شرطا للسلام. وكان الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف قد وجه تحذيرا مفاده أنه في حال استهدفت أوكرانيا شبه جزيرة القرم فسوف تفتح على نفسها أبواب الجحيم. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014، بعد تصويت في الإقليم - الذي تسكنه أغلبية من الناطقين بالروسية - للانضمام إلى روسيا في استفتاء تعتبره أوكرانيا ودول غربية غير قانوني. وتم تنظيم الاستفتاء على عجل بعد أن سيطرت قوات روسية على العديد من المواقع الإستراتيجية في جميع أنحاء شبه الجزيرة. وكانت الإمبراطورية الروسية قد سيطرت على القرم وضمتها أبان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783، وظلت جزءا من روسيا حتى عام 1954 عندما قام الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروشوف، وكان أوكراني الأصل، باهدائها إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية "من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين". ولم يكن لذلك القرار أثر عملي إبان الحقبة السوفييتية، ولكن بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، أصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة. ولكن رغم ذلك، ما زال أكثر من 58 بالمئة من سكانها يعتبرون أنفسهم من الروس.