في ظل استنكاره لما وصفه بـ”مسلسل التخريب الذي تسارعت وتيرته بشكل مقلق والذي بات يُهدد التراث الأثري” خاصة على مستوى جهة درعة تافيلالت، طالب المرصد الوطني للتراث الثقافي، وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالتدخل العاجل لوقف هذا “التخريب” وفتح تحقيق عاجل في الواقعة مع ما يترتب على ذلك قانونيا، مع دعوته “كل القوى الحية من فعاليات مدنية وحقوقية وأكاديمية وقوى سياسية ونقابية للتعبئة والتنسيق وتوحيد الجهود للترافع والدفاع عن التراث الأثري الوطني وصونه”.
وأضاف المرصد، في بيان له، توصلت “الأيام 24” بنسخة منه، أنه تلقى “بانزعاج شديد خبر تدمير الموقع الأثري “واخير” Ouakhir (جماعة كتاوة، إقليم زاكورة) المسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية تحت رقم 150039، بسبب الأشغال المرافقة لإنشاء ضيعة فلاحية خاصة بزراعة البطيخ الأحمر، وتسبب استعمال آليات ثقيلة من أجل شق المسالك وإعداد الحقل وحفر الحوض المائي، في كسر وتدمير وطمر الغالبية العظمى من نقوش الموقع (تبقت ثلاثة نقوش صخرية فقط من العدد الأصلي الذي كان يقارب المائتين)”.
“كما شمل التدمير تمركزات لأدوات حجرية تغطي معظم فترات ما قبل التاريخ. وللتذكير فالموقع كان يضم نقوشا صخرية منجزة بأسلوب “تازينا”، وهي ذات قيمة أثرية وتراثية وجمالية لا تقدر بثمن ويرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث” يؤكد المصدر نفسه مردفا أنه “أمام فداحة هذا الفعل اللامسؤول في حق جزء من التراث المادي الوطني والإنساني، وبسبب تكرار نفس أعمال التخريب في مواقع أخرى بجهة درعة تافيلالت” تم تخريب جزء مهم من التراث المادي الوطني والإنساني.
وفي السياق نفسه، شدّد المرصد، أنه يتوجّب على وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وبقية القطاعات الوزارية الأخرى، تحمل مسؤوليتهما في مراقبة دفاتر التحملات وتطبيق القانون خصوصا في دراسة الوقع والتأثير (étude d’impact) التي يجب أن تضم شقا متعلقا بالتأثير المحتمل للأشغال على المواقع الأثرية؛ داعيا في الوقت نفسه وزارة الشباب والثقافة والتواصل للانخراط الجدي ونهج مقاربة استباقية في التصدي للتدمير الذي أصبحت العديد من المواقع الأثرية الوطنية عرضة له بسبب عدم احترام مقتضيات القانون 22-80 الذي أصبح متجاوزا، خصوصا مع تكرار حوادث التخريب الذي طال مجموعة من المواقع الأثرية خصوصا بحية درعة تافيلالت (موقع أكدز وموقع تيزي ن مكاربية وموقع تمساهلت بإقليم زاكورة، موقعا إوراغن وبوكركور بإقليم الراشيدية…).