توطين الصناعات العسكرية بالمغرب..خيار استراتيجي يمليه المحيط الملتهب

الملك محمد السادس


يحدد المغرب خياراته وبناء عليها يضع أُسسها، منها استراتيجية توطين الصناعات العسكرية، لا سيما في ما يرتبط باحتضان الشركات المصنعة لقطع غيار الطائرات، ومراكز التدريب التي تم تأسيسها لضمان التقدم في هذه الصناعة، إضافة إلى الطيران العسكري من نوع “الدرون” التي اعتمدها المغرب في قلب معطيات ميديانية على المناطق العازلة في الصحراء المغربية.

 

وتدشن المملكة طريق التصنيع المحلي العسكري، في سياق يقول عنه خبراء إنه ملتهب ويخضع لتوزنات جيو استراتيجية، وهو ما دعا بالمغرب إلى تخصيص ميزانية قياسية للدفاع في العام 2023، إلى ما يقارب 120 مليار درهم بزيادة 5 مليارات درهم مقارنة بقانون مالية 2022، حيث وافق المجلس الوزراي برئاسة الملك محمد السادس ، المنعقد يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الحالي، على مشروع ظهير المتعلق بصلاحية الطائرات العسكرية وسلامتها الجوية، ويهدف هذا الظهير الشريف إلى إنشاء نظام صلاحية للطيران للطائرات العسكرية لضمان امتثالها لنظام الطيران المدني وإنشاء إدارة طيران عسكرية (DAM).

 

صناعة داخلية على طريق التحول لقوة إقليمية

 

وتعليقا على الموضوع يتحدث المحلل السياسي والخبير العسكري، محمد شقير أن المغرب فتح الباب أمام تحوله إلى قوة إقليمية، تفاعلا مع الحرب الخفية التي يخوضها منذ أربعة عقود بخصوص ملف الصحراء المغربية، وهذا في نظر المتحدث كفيل باتجاه الرباط نحو خلق صناعات عسكرية محلية الصنع.

 

وكشف شقير في حديثه لـالأيام 24″ أن سعي المغرب إلى خلق صناعات عسكرية دفيعية يرتبط بالأساس بدوافع منها التقليل من كلفة استيراد الأسلحة خاصة قطع الغيار والأسلحة الخفيفة إلى جانب إبرام اتفاقيات شراكة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل للاستثمار في خلق صناعة عسكرية خاصة ما يتعلق بصنع طائرات يدرون حيث عمل على وضع ترسانة قانونية بهذا الصدد لتشجيع الشركات المحلية والأجنبية للاستثمار في هذه الصناعات.

 

الطيران العسكري

 

ولا يعود تركيز المغرب على الطيران العسكري إلى اليوم فقط ، بل على العكس ، فإن النوايا موجودة منذ مدة. إذ في وقت سابق من عام 2022 ، دخلت المملكة في شراكة مع مجموعة الفضاء البلجيكية أوريزيو وسيقوم بإنشاء مركز صيانة للطائرات العسكرية. وهي شركة مغربية مشتركة تسمى Maintenance Aero Maroc (MAM) ستشغل مركز صيانة للطائرات العسكرية في مطار بن سليمان.

 

وستوفر المرافق الجديدة حوالي 15000 متر مربع لصيانة وإصلاح وتجديد وتحديث الطائرات العسكرية والمروحيات. ومن المنتظر أن تخلق هذه الوحدة الصناعية 300 فرصة عمل. ويوجد هذا المشروع في طور الإعداد إذ يُرتقب أن يرى النور في عام 2024.

 

وتعد المجموعة البلجيكية، واحدة من المتخصصين الرئيسيين في صيانة وصيانة المقاتلات – قاذفات القنابل من طراز F-16 ، بينما تتمتع أيضًا بخبرة واسعة في طائرات النقل C-130 Hercules، ولديها ما يقرب من خمسة عقود في صيانة طائرات F-16 من المكون الجوي للدفاع البلجيكي، حيث سيتم سحب أولى طائرات F-16 التابعة للجيش البلجيكي من الخدمة في عام 2023 ، في نهاية عمرها الافتراضي البالغ 8000 ساعة طيران. سيتم تخزين الأخيرة بحلول عام 2029 ، بعد استبدالها بـ F-35s.

 

المقتنيات العسكرية الجديدة

 

يظهر المغرب برؤيته الجديدة للطيران العسكري طموحه في امتلاك بنية تحتية لصيانة طائراته وأجهزته العسكرية. باعتبارها بوابة دفاعية وأمنية متخصصة ، إلى أن المغرب يحشد نفسه بشكل خاص لتجهيز نفسه بالطائرة C-295 MPA من إيرباص و ATR 72 MP من ليوناردو.

 

ويخطط المغرب الحصول على Airbus C-295 MPA هي طائرة مشتقة من طراز CN235 ، طورتها إسبانيا وإندونيسيا. إنها قادرة على الطيران بحمولة قصوى تبلغ 23.2 طنًا. تم بالفعل الاستحواذ عليها من قبل البرتغال وتشيلي وأيرلندا. كما أن إسبانيا أيضًا تبحث الحصول على أربع وحدات من إصدار C-295 MPA / ASW لتحل محلها القديمة P.3 Orion. وكانت الجزائر مهتمة بهذا النموذج منذ عام 2001 ، لكنها لم تعد تتحقق نيتها.

 

بالإضافة إلى ذلك ، تهتم المملكة بتصنيع ATR 72 MP وهي نسخة من طائرة P-72A للقوات المسلحة الإيطالية ، ومجهزة بنظام مهمة ATOS (المراقبة التكتيكية والمراقبة المحمولة جواً) من نفس الشركة المصنعة ، بطول أكثر أكثر من 27 مترًا ، قادرة على الطيران بحمولة قصوى تصل إلى 22.8 طنًا.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً