يتجه المغرب منذ مدة إلى تنويع شركائه في المجال الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والبيئي وباقي القطاعات الأخرى، وهو ما يوجه المملكة المغربية لاستعمال اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية الأولى، الأمر الذي حدث خلال هذا الأسبوع في قلب فرنسا، حينما تحدث محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، الذي عقد بالتحديد في باريس، وتحدث عن التزام المغرب بأهداف التنمية المستدامة”.
من جهته، أجرى وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، اليوم الخميس 16 فبراير 2023، بالرباط، مباحثات مع وزير الدولة البريطاني المكلف بالتجارة والأعمال، نايجل هادلستون.
وأكد عبد الجليل، في تصريح صحفي، عقب هذا اللقاء، أنه تم التطرق بهذه المناسبة إلى مجموعة من المواضيع، منها الرغبة البريطانية في مواكبة المشاريع المتعلقة بالسكك الحديدية والطيران المدني، وطرق تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خاصة إعادة دراسة إمكانية الربط البحري بين المغرب والمملكة المتحدة.
ومن جهته، أشاد هادلستون، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، بمستوى المبادلات التجارية بين البلدين، التي تناهز قيمتها 2,7 مليار جنيه إسترليني، مشيرا إلى آفاق التعاون المختلفة التي تغطي قطاعات من قبيل الفلاحة والنقل والبنيات التحية والسلع والخدمات.
وعبر من جهة أخرى، عن رغبته في توطيد هذه العلاقات من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات أخرى.
وكان هادلستون قد التقى في وقت سابق اليوم بوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقات المتجددة، ولاسيما الهيدروجين الأخضر وإمكانات الأعمال وفرص التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة في مجال الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
من جهة أخرى، لا يزال المغرب مستاء من موقف فرنسا من قضية الصحراء، والتقارب الدبلوماسي مع الجزائر أو الموافقة الأخيرة في البرلمان الأوروبي على قرار بشكل خاص ضد المملكة المغربية، بالإضافة إلى ملف التأشيرات، وهو “ما يؤكد بالفعل العلاقات الثنائية المتهالكة، والتي تمر بمرحلة دقيقة على أبواب زيارة جديدة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى البلد المغاربي، والتي تم تأجيلها لوقت لاحق”.
حيث أبرزت صحيفة “Atalayar” الإسبانية، أن “الرباط اتخذت سلسلة من الإجراءات الانتقامية ضد الغموض الذي أظهرته الدبلوماسية الفرنسية حول قضية الصحراء. على الرغم من أن فرنسا تعترف بالأطروحة المغربية كأساس للتفاوض في إطار الأمم المتحدة، إلا أنها لم تظهر الدعم الصريح للمغرب الذي أعربت عنه الولايات المتحدة وألمانيا، ومؤخرًا إسبانيا”. مضيفة أن “هذا هو السبب الذي أشعل المغرب الذي فشل في إثبات دعم الحكومة الفرنسية في الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا”.