أثنى رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، خلال ترأسه مع نظيره أنطونيو كوستا رئيس الوزراء البرتغالي، أشغال الدورة الـ14 للاجتماع رفيع المستوى المغرب-البرتغال، تحت شعار “المغرب والبرتغال: نحو إرساء شراكة استراتيجية نموذجية”. يوم الجمعة 12 ماي 2023 بلشبونة، على موقف هذا الأخير الإيجابي الداعم للوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها حلا جديا وواقعيا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
أكدت بالمناسبة أن انعقاد اللجنة العليا يترجم نضجا واضحا في العلاقات الثنائية، أساسها الاحترام المتبادل، والسعي المتواصل نحو الارتقاء الاستراتيجي بالتعاون المشترك إلى مستويات متعددة الأبعاد. pic.twitter.com/A5ey9qQ1eQ
— رئيس الحكومة المغربية (@ChefGov_ma) May 12, 2023
ويأتي دعم البرتغال للمقترح المغربي في سياق دعم أهم الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وإسبانيا، وهو ما دفع بالجزائر إلى قطع علاقتها مع هذه الأخيرة بالنظر لمعرفتها بخبايا النزاع المفتعل، إضافة إلى عزم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، زيارة البرتغال بعدما “أبدت ارتياحها” للطرح المغربي.
ويبدأ تبون، غدا الثلاثاء، زيارة عمل إلى البرتغال، تدوم يومين، تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين، حيث اختار العاصمة البرتغالية لشبونة، لتكون محطته الثانية في زياراته الخارجية إلى العواصم الأوروبية، بعد روما الإيطالية التي كان زارها في ماي 2022، بعدما كان مُنتَظراً في باريس في الثاني من ماي الحالي قبل إرجاء زيارته إلى هناك، بسبب الأوضاع التي تعيشها فرنسا إضافة إلى وجود ملفات كبرى مطروحة من أهمها “المغرب”.
ويرتقب أن يتم عقد اتفاقات بين الجزائر والبرتغال، منها التنسيق السياسي، وكذلك تعزيز حركة الأفراد والنقل، والتعاون الاقتصادي والتجاري، كما سيجري تنظيم منتدى أعمال جزائري برتغالي في العاصمة لشبونة، سيجمع رجال الأعمال الجزائريين والبرتغاليين، و”يسمح بإعطاء دفعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، تقدم فيه الجزائر فرص الاستثمار، وعرضاً عن تطور مناخ وبيئة الاستثمار في الجزائر، لاستقبال الاستثمارات البرتغالية المباشرة، وزيادة حجمها الذي لا يتجاوز حالياً 60 مليون دولار، حيث تنشط 80 مؤسسة برتغالية في قطاعات عدة بالجزائر”.
وفي شقها السياسي، “تستهدف زيارة تبون، تعزيز ارتكاز الجزائر على شركاء في الضفة الشمالية للمتوسط كإيطاليا والبرتغال، خيارات بديلة لإسبانيا التي تجمّدت العلاقات بينها وبين الجزائر منذ مارس 2022″، بسبب تغيير مدريد موقفها نحو قضية الصحراء المغربية.
يذكر أن الجزائر والبرتغال ترتبط منذ عام 2005، باتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار، ويتوافق البلدان في قضايا الأمن والهجرة السرية وأزمات المنطقة، وتؤمّن الجزائر في حدود 80 بالمائة من حاجيات البرتغال من الغاز الجزائري عبر الأنبوب الذي يصل إسبانيا، حيث تورد البرتغال 2,5 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الجزائري، عبر أنبوب “ميد غاز” الذي يصل إلى إسبانيا، وفق اتفاق عُقد بين البلدين عام 2019، يقضي بتمديد الاتفاق الخاص بالتزود بالغاز الجزائري، لمدة عشر سنوات إضافية حتى عام 2029.
وترغب الجزائر في الاستفادة، خاصة من التجربة البرتغالية في مجال الطاقات المتجددة (60 في المائة من إجمالي إنتاج الكهرباء في البرتغال يأتي من مصادر الطاقة المتجددة)، لتنفيذ خطط الحكومة الجزائرية في هذا المجال، خاصة أن الجزائر تستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بحلول 2035.