في الحلقة الثانية من ملف “طرائف ملكية في الدروس الحسنية”، اخترنا أن نلقي الضوء الكاشف على طرائف وقعت تفاصيلها في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني الذي لم يكن يفوّت الفرصة دون أن يبدي رأيه في أمر بعينه، وهو ما حدث بعد تعقيبه على الشيخ يوسف القرضاوي بعدما دُعي هذا الأخير في سنوات السبعينيات لإلقاء درس ديني أمام الملك الحسن الثاني.
وكانت نقطة الخلاف بعد استشهاد القرضاوي بحديث يقول: “يبعث الله للأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”، قبل أن يعقّب الملك بالقول: “هذه ليست الرواية الوحيدة وهناك رواية تقول: “يبعث الله للأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها”، أي أنّ الاختلاف كان هو زيادة “أمر” قبل دينها.
القرضاوي، لم يرقه حينها تدخل الملك، لكن الخلاف لا يفسد للودّ قضية، حيث دعاه الراحل الحسن الثاني مرة أخرى لإلقاء درس حسني في السنة الموالية.
وأشعلت طريفة أخرى فتيل غضب الملك الراحل الحسن الثاني بعدما زاغ المحاضر عبد الهادي التازي عما هو متعارف عليه في طقوس الدروس الحسنية بعدما ألقى درسا حول الميثاق في الإسلام.
المحاضر حينها وفي الدعاء الختامي للدرس، رفع أكفّ الدعاء لوالدة الحسن الثاني “للا عبلة”، وهو يذكر اسمها قبل أن يجد أمامه وفي الليلة نفسها مبعوثا يخبره بانزعاج الملك من هذا الأمر.
وفي طريفة أخرى، قال الملك الراحل للقارئ عبد الحميد احساين: “ازرب وبلا غنّة”، لأنّ قراءته لم ترق الحسن الثاني، سيّما وأنه كان يطيل في قراءة كل جزء.