قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابّوا” وفي حديث آخر: “تصافحوا يذهب الغلّ، وتهادوا تحابّوا وتذهب الشحناء”.
وإن اعتبرت الهدية سلاحا للمحبة ومجلبة للمودة، فإن للهدية قصصا في تاريخ السلاطين العلويين، لهذا اخترنا في هذه الحلقة أن نفتح الباب على مصراعيه على ملف موسوم بعنوان “غرائب هدايا الرعية للملك”.
ملف سنسلط فيه الضوء على أغرب الهدايا المقدّمة للملك، فمن الزبدة الطرية لحوت الشابل ومن خناجر الذهب إلى اللوحات التشكيلية.
وهنا لا مناص من طرح سؤال جوهري، وهو هل تلك الهدايا هـدايا للملــك أم فديـة لدار المخزن؟.
قمح وزبدة طرية ولوز وعسل.. كانت هذه بعض نماذج الهدايا في التقليد السلطاني المغربي بعدما ظلت الهدية بمثابة الواجب من الرعية على السلطان، في حين كانت الهدايا تصل إلى الملك الراحل الحسن الثاني طمعا في أن تستفيد القبيلة أو المنطقة بالتفاتة فيما يتعلق بربطها بالماء أو الكهرباء أو إصلاح الطرق.
ومع توالي السنين، لم يكن الملك محمد السادس يخفي انزعاجه من تكرار هذا السلوك، سيما حين ترادف الهدية كلمة الإلزام، مثلما حدث في أكثر من منطقة قام بزيارتها.
وفي مدينة أزمور، أهدي للملك خنجرين من الذهب، واحد كان هدية لنجله الأمير مولاي الحسن، في حين لم تكن تخرج الهدايا في الغالب في عهد الملوك السابقين عن خانة المواد الغذائية، وكان من أغربها حوت الشابل والزبدة الطرية.
ومن بين ما توصل به الملك محمد السادس في إحدى زياراته لمدينة الجديدة، مجموعة من الجلابيب من نوع “السّوسدي”، والتي تصل قيمة الواحدة منها قرابة 5000 درهم، إضافة إلى فرس من النوع الأصيل، اضطر أهل دكالة أن يقتنوه من الحرس الملكي ليخرج من باب الحرس ويعود من نافذة الهدايا، لكن هل قبل هذه الهدية أو رفضها، لأنّ الفرس في الأصل فرسه.. نقطة من بين أخرى سنتعرف عليها في الحلقة المقبلة.
مواضيع في المستواى