“الأسد الإفريقي” يثير مخاوف الجارة الشرقية.. شيات: روتين يومي لعسكر الجزائر



 

أثارت مناورات “الأسد الإفريقي” التي ينظمها المغرب والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة دول أخرى في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت، في الفترة الممتدة من 20 إلى 31 ماي الجاري، “استياء” و”احتجاج” الجزائر التي اعتبرت أن هذه المناورات “تمس بالقانون الدولي”.

 

 

أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، قال إن “مناورات “الأسد الإفريقي”، وإن كانت عسكرية فتوجهاتها العامة ذات طبيعة مرتبطة بقضايا أمنية تعرفها القارة الإفريقية”، مبينا أن “هناك إشكالات كثيرة بالقارة الإفريقية فيما يتعلق بالهجرة وبتهريب المخدرات وبالجماعات المسلحة المختلفة خاصة منها الجماعات الإرهابية وغيرها من الإشكالات الأخرى خاصة في منطقة الساحل والصحراء”.

 

 

واعتبر شيات، في حديث لـ”الأيام 24″، أن “وجود الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من الدول سنويا في مناورات الأسد الإفريقي له ما يبرره”، مؤكدا أنه “لا يوجد أي شيء موجه ضد الجزائر، وهو ما يعرفه ويدركه أيضا حكام الجزائر”.

 

 

ويرى شيات، أن “التصريحات التي تأتي من هنا أو هناك من الجزائر من كون هذه المناورات “تمس  بالقانون الدولي” كلها أشياء تدخل في إطار الروتين اليومي لهؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنهم بهذه الأفعال والكلمات وبهذه البلاغات والبيانات يمكنهم أن يؤثروا في المسارات الواقعية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “الانفعلات الجزائرية” لا تؤثر وليس لها أي أثر على المستوى الواقعي ولا القانوني بالنسبة لهذه المناورات.

 

 

ولفت شيات، إلى أن “الجزائر حاولت أيضا أن تقوم بمناورات مع روسيا في مناطق حدودية مع المغرب وهو الأمر الذي لم يُعلق عليه المغرب، واعتبر الأمر عاديا جدا، لأنه ربما يدخل دائما وأبدا في رد الفعل الجزائري المبني على الانفعال الذي يحكم السياسات الجزائرية بدون أي رهانات”.

 

 

وأوضح أن “هذه المناورات وإن كان قد خُطط لها، فإنها تتم بشكل أحادي من طرف القوات الجزائرية في إشارات متعددة بإمكانية الهجوم الجزائري على التراب المغربي، بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية الذي تعتبرها الجزائر قضية وطنية جزائرية، وهو ما يجعلها طرفا غير مستقل في النزاع المفتعل بخصوص الصحراء”.

 

 

وأشار شيات، إلى أن “عدم وجود أي حليف استراتيجي دولي، وعدم استجابة أي دولة من الدول الأخرى للمشاركة في هذه المناورات، جعل الجزائر في عزلة استراتيجية، إضافة إلى عزلتها السياسية والدبلوماسية”.

 

 

وأردف أن “وجودها في عزلة إستراتيجية، يثير قلقها، فتلجأ إلى التعبير عنه بهذه الانفعالات”، مضيفا أنها “مناسبات متكررة للجزائر، إذ كلما قام المغرب بشيء تُخرج بيانا أو بلاغا أو غيره”.

 

 

وخلص شيات، إلى هذه الانفعالات المتكررة تظهر أن “وجود الجزائر رهين بوجود المغرب وبما يقوم به”، مشددا على أن “هذا الأمر سيبقى على ما هو عليه إلى أن يتم إيجاد نظام حقيقي يقوم بالاهتمام بالمواضيع الجزائرية وليس بمواضيع الدول الأخرى المجاورة”.

 

 

هذا، وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن مناورات “الأسد الإفريقي” الواسعة النطاق ستعرف مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.

 

 

وأضاف المصدر ذاته أن برنامج تمرين “الأسد الإفريقي 2024″ يضم عدة أنشطة، تشمل تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا للقوات الخاصة، وعمليات للقوات المحمولة جوا، فضلا عن تمرين للتخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان بـ”فريق العمل” “Task Force”.

 

 

كما يتضمن برنامج الدورة الـ20 تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب مجموعة من الخدمات الطبية والجراحية والاجتماعية يقدمها مستشفى عسكري ميداني لفائدة سكان منطقة أقا.

 

 

وحسب بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، يعد تمرين “الأسد الإفريقي 2024″، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة تُجرى في إفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لا سيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.

 

 

وشدد المصدر على أن هذه الدورة العشرين تؤكد استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً