قال الشرقاوي الروداني الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية ومدير مختبر الدراسات الدستورية و تحليل الأزمات والسياسات، إن انطلاق الدورة الـ 20 من مناورات “الأسد الإفريقي”، التي تنظمها القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية بشكل مشترك، تأتي في سياقات جيواستراتيجية مهمة تعرفها القارة الإفريقية وكذلك تقلبات سياسية تعرفها دول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء.
وأضاف الروداني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هناك تحولات مهمة بالقارة الإفريقية خاصة في النيجر بعد انسحاب القوات الأمريكية وملامح انسحابها من التشاد، مبينا أن هذه التطورات خاصة مع تنامي الضربات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء والتحولات الجيواستراتيجية التي تعرفها منطقة الأطلسي تجعل من “الأسد الإفريقي” مناورات عسكرية مهمة.
وأبرز أن هذه المناورات تعرف هذه السنة مشاركة حلف الشمال الأطلسي، مسجلا أن “القراءة الإستراتيجية لهذه المشاركة تؤكد أهمية المغرب في الأمن القومي لدول حلف الشمال الأطلسي، دون نسيان أن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وقعا خريطة طريق تمتد لعشر سنوات 2020 – 2030، إضافة إلى اجتماع الدورة 13 للجنة الاستشارية للدفاع المغربي الأمريكي التي عرفت توقيع بعض الاتفاقيات على المستوى التقني، وعلى مستوى التشغيل البيني للعمليات ما بين القوات المغربية الأمريكية”.
وشدد الروداني، على أن إجراء مناورات “الأسد الإفريقي” فوق الأقاليم الجنوبية للملكة، هي تحصيل حاصل على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بمغربية الصحراء، مبينا أنها “رسالة إلى من يهمه الأمر على أهمية الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال الوحدة الترابية للملكية المغربية، ودحض جميع محاولات الانفصال في المنطقة برمتها”.
هذا، وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن مناورات “الأسد الإفريقي” الواسعة النطاق ستعرف مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.
وأضاف المصدر ذاته أن برنامج تمرين “الأسد الإفريقي 2024″ يضم عدة أنشطة، تشمل تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا للقوات الخاصة، وعمليات للقوات المحمولة جوا، فضلا عن تمرين للتخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان بـ”فريق العمل” “Task Force”.
كما يتضمن برنامج الدورة الـ20 تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب مجموعة من الخدمات الطبية والجراحية والاجتماعية يقدمها مستشفى عسكري ميداني لفائدة سكان منطقة أقا.
وحسب بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، يعد تمرين “الأسد الإفريقي 2024″، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة تُجرى في إفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لا سيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.
وشدد المصدر على أن هذه الدورة العشرين تؤكد استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين.