سنميط اللثام في الحلقة الرابعة والأخيرة من ملف “أغرب هدايا الرعية للملك” عن هدايا كانت تُقدّم للسلاطين في فترة زمنية معينة.
وعن علاقة الهدية بالسلاطين العلويين، كان الملك الراحل الحسن الثاني، يحب زعفران تالوين وزرابي تازناخت وترفاس أصديف وكانت قبائل منطقة تالوين، وأولوز، وأصديف وتازناخت، تقدّم أجود الزرابي المزركشة وأرفع أنواع الزعفران.
وفي عهده، كان القصر يحصل على نصيبه من الترفاس، خاصة وأنه كان يحب أكل الطاجين بالترفاس الذي يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم.
ولم يكن يتردد بين الفينة والأخرى في القيام بزيارة غير رسمية لنزل ابن تومرت ببلدية تالوين وكان يستغل الفرصة لشرب الشاي بالزعفران.
ولا يمكن الحديث عن “أغرب هدايا الرعية للملك” دون الوقوف عند “بُويتْبيرن” أو “صاحب الحمام”، الرجل المسن الذي كان يقتفي أثر الحسن الثاني في زياراته الرسمية وكان يقف أمامه ليطلق حمامتين من الحمام الزاجل ثم يعود من حيث أتى في انتظار وصول حمامتيه إلى عشهما بقبيلة “إكجكالن” بالأطلس الصغير.
وفي إحدى المرات، حلّقت الحمامة الأولى غير أنّ الحمامة الثانية، ظلت تحلّق بطريقة دائرية وبشكل بهلواني، ما جعلها تثير انتباه الملك قبل أن يتحدث معه ولأول مرة، قائلا: “كم تريد فيها” ليجيبه: “أنا أهديتها لك يا سيدي”.
وإن كان الملك الراحل الحسن الثاني، حافظ على تقاليد الآباء والأجداد في قبول الهدايا من القبائل فإنّ الملك محمد السادس أحدث القطيعة، علما أنّ طقس تقديم الهدية للسلطان لم يخرج من جحر الدول التي تعاقبت على الحكم في المغرب ونقصد بذلك الدولة المرابطية والموحدية والإدريسية والمرينية وصولا إلى الدولة العلوية.