بعد حملة احتجاجية واسعة قادها الروائي المغربي عبد اللطيف اللعبي، وانخرط فيها كتاب وشعراء ومثقفين عبر العالم، مستنكرين إلغاء المشاركة الفلسطينية في “سوق الشعر” بباريس خلال نسخة العام المقبل، تراجعت إدارة مؤسسة “سيرسه” عن قرارها الإقصائي للشعراء الفلسطينيين، معلنة بالمقابل أن الشعر الفلسطيني سيكون ضيف شرف دورة 2025.
واضطرت الجمعية المنظمة لهذا الحدث الثقافي إلى العدول عن قرارها، تحت تأثير التضامن الكبير الذي حظيت به القضية منذ أن طرحها الكاتب المغربي اللعبي عبر تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك” مطلع شهر يونيو الجاري، أعقبها توقيع ما يزيد عن 700 كاتب وناشر وفنان على بيان مشترك يرفض خطوة إدارة “سوق الشعر” التي وجدت نفسها أمام مد تضامني عابر للقارات ومواقف مشرفة لأشخاص من مختلف الجنسيات والانتماءات توحَّدوا على الانتصار للقضية الفلسطينية وإدانة الرقابة للتغطية على الجرائم الإسرائيلية.
ولم يفت اللعبي التعبير عن إشادته بموقف ويقظة ضمير الذين وقفوا إلى جانب الشعراء الفلسطينيين من منطلق التمسك بالقيم الأخلاقية الخاصة بالشعر، معتبرا مبادرتهم تلك مساندة للحياة المأسوية التي يحياها الشعب الفلسطيني وتطلعات أفراده إلى الحرية والأمن والكرامة الوطنية.
وكانت اللجنة المنظمة لهذا الحدث قد أبلغت اللعبي، ضمن رسالة رسمية توصل بها يوليوز الماضي، بأن المختارات الشعرية التي أنجزها وترجمها إلى الفرنسية ستعرض في “سوق الشعر”، لكن إدارة “السوق” عادت وفاجأت من ترجم شعر محمود درويش إلى اللغة الفرنسية، برسالة وصلته في 30 ماي المنصرم تشعره من خلالها بإلغاء قرارها باستضافة الشعر الفلسطيني في الدورة المقبلة.
الرسالة التي توصل بها اللعبي من رئيس المهرجان إيف بودييه ومديره العام فنسان جيمانو بونس، كانت قد بررت قرار الإلغاء، بما وصفته بالوضع المأساوي الراهن، الذي لم يعد يسمح لهم بالاستمرار في هذا المشروع، حتى لا يتحول ”سوق الشعر” إلى منتدى سياسي، لكن الكاتب المغربي الفرنكفوني رد بخطاب شديد اللهجة جاء فيه: “أعتقد أن الأسباب التي قدمتموها لتبرير موقفكم، هي أسباب متحيزة سياسيا وغير محتملة من الناحية الأخلاقية”، مضيفا وهو يتأسف: “كنت أتوقع منكم التحلي بالفطنة والشجاعة”.