أطروحة تفكك ظاهرة العنف المدرسي والاعتداء على المدرسين



 

باتت ظاهرة العنف في الوسط المدرسي في المغرب تتخذ أبعادا مقلقة في الآونة الأخيرة مع تزايد ‏‏‏حالات الاعتداءات المتكررة على المدرسين بأشكال مختلفة، ظاهرة أثارت انتباه الباحثين ‏‏‏والمتخصصين سعيا لاستجلاء مظاهرها وأسبابها وتداعياتها على مجال التدريس باعتباره مهنة صعبة وذات أهمية في الوقت ‏نفسه وعلى المنظومة التربوية بشكل عام.‏

 

 

ومن أجل استكشاف وفهم المعيش النفسي والمهني للمدرسين ضحايا الاعتداء خصص الباحث ‏‏‏مصطفى بولحيا أطروحته لنيل الدكتوراه في علم نفس الشغل بعنوان “العنف ضد المدرسين، ‏‏دراسة ‏في التصورات حول السلوك العدواني الموجه ضد المدرسين في السلك الثانوي” التي ‏ناقشها ‏قبل أيام ‏بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط.‏

 

 

وتروم الأطروحة الإحاطة بالموضوع من خلال التركيز على تصورات المبحوثين للسلوك ‏العدواني ‏‏تجاه المدرسين والعوامل المؤثرة فيه والتداعيات التي يسببها هذا السلوك على المستوى ‏الفردي ‏‏والجماعي والتنظيمي.

 

 

وتُظهر الدراسة في جانب استكشافي أن السلوك العدواني للتلاميذ تجاه المدرسين، الذي يشكل ‏إكراها ‏جسيما، يرتبط ‏بمجموعة من العوامل المساهمة، وله أثره على الصحة النفسية للمدرسين. فقد ‏تبين أن ‏هذه العوامل ‏تشمل الجوانب الشخصية والنفسية، مثل عدم كفاية مستويات تحصيل التلاميذ، ‏والعناصر ‏‏التنظيمية، مثل سلوكيات المدرسين، فضلا عن الجوانب الاجتماعية، وأبرزها غياب ‏التتبع ‏والمواكبة ‏من أولياء أمور التلاميذ. أما الآثار السلبية فترتبط بالصحة الجسدية والنفسية ‏‏للمدرسين وانخراطهم ‏وأدائهم المهني، وكذلك على مناخ العمل ككل.‏

 

 

وفي جانب آخر، فقد خلصت الدراسة التي استندت على مقابلات مع مدرسين تعرضوا للعنف إلى نتائج سيئة على عدة مستويات. حيث كشفت عن ‏تأثرهم ‏النفسي البين من خلال ظهور مجموعة من الآثار كالإحساس بالإهانة والقلق والخوف ‏والاكتئاب، ‏فضلا عن الارتباك في العلاقات الاجتماعية جراء الشعور بالإحباط والنقص.‏

 

 

وعلى المستوى المهني فإن مهنة التدريس تصبح، بالنسبة للمدرسين الدين تعرضوا لهذه الحوادث، مجالا لا ‏‏يطاق مما يؤثر سلبا على مردودهم المهني ومن تم على التحصيل الدراسي للمتعلمين.

 

 

هذا وتجدر الإشارة، حسب نتائج البحث، إلى أن هؤلاء المدرسين المُعنَّفين لا يظلون مكتوفي الأيدي، بل يلجؤون إلى اعتماد مجموعة من الاستراتيجيات سعيا للتكيف مع الوضع لتجاوز آثار الصدمة ‏النفسية ‏التي تدفعهم في الغالب إلى العزلة.‏

 

 

يذكر أن البحث، الذي نال عليه الباحث والإطار في التوجيه التربوي مصطفى بولحيا ميزة مشرف جدا مع ‏‏تنويه أعضاء اللجنة، أشرف عليه الأستاذان الدكتور عبد الكريم بلحاج والدكتور سفيان أزواغ فيما تكونت لجنة ‏‏‏المناقشة من الأساتذة‎‏ جمال الوفا رئيسا و‎مرية أوشلح و‎عبد الإله شرياط ‏‎و‎ ‎عبد الله السيد علي ‏مقررين.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً