واصلت غرفة الجنحي التلبسي الاستئنافي بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، اليوم الأربعاء، جلسة محاكمة المتهمين في قضية “اختلاق جريمة سرقة وهمية على الأثير”، المتابع فيها المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة الملقب بـ”مومو” ومتهمان آخران أحدهما استوفى المدة السجنية والثاني مزال يقبع بسجن “عكاشة” بعد إدانتهما ابتدائياً.
وقبل الاستماع للمتهمين والدفوع الشكلية، تقدم دفاع “مومو” بملتمس الاستماع إلى زوجة أمين يقيني خاصة وأن تفريغ الهواتف ورد فيه أسماء اشخاص لم يذكروا لا في المرحلة الابتدائية ولاعند قاضي التحقيق مؤكدا أنه لديهم معلومات ومعطيات تفيد القضية، مشددا علي الاستماع لزوجة” امين.ي” على سبيل الاستئناس ولتنوير المحكمة حتى تكون قناعتها، لمعرفة من هو مروان الحقيقي ومن هي ليلى”، ليقرر القاضي تأجيل البت في هذا الطلب إلى مابعد استنطاق المتهمين.
وباشرت المحكمة مناقشة القضية في جوهرها في حضور المتهم محمد بوصفيحة المعروف ب”مومو” وباقي المتهمين ومحاميهم، حيث تم تذكيرهم بجميع التهم المنسوبة إليهم من قبل رئيس هيئة الحكم.
وخلال جلسة الاستماع للمتهمين، اعترف المتهم الأول في ملف المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة “مومو “، ويدعى” أمين.ي”، باختلاقه جريمة وهمية، مشددا على أن بوصفيحة لا علم له بذلك، فهو لا يعرفه بشكل شخصي ، ولم يسبق أن التقاه مباشرة.
وأوضح المتهم، أنه كان في طريقه نحو عمله كتاجر للسيارات، وبحكم أنه مستمع لـ “هيت راديو ” إلى جانب مشاركاته المتكررة في مسابقات “مومو “، حاول أن يشارك في إحدى المسابقات للظفر بقسيمة شراء قيمتها 5000 درهم، لكن لسوء حظه فازت بها مستمعة أخرى، موضحا أن المكلفة باستقبال المكالمات بالإذاعة، اقترحت عليه المشاركة بفقرة ثانية من حلقة البرنامج في اليوم نفسه، بعدما حكى لها قصة تدخل في نفس خانة موضوع الحلقة.
وتابع المتهم أنه أثناء حديثه مع المنشط الإذاعي عبر الأثير، اختلق فكرة سرقة هاتفه، وفي طريقه إلى عمله، سمع تعاطف المنشط الإذاعي وطاقم البرنامج معه، وأنه سيتم تعويض هاتفه، لهذا ” اختلقت كذبة ايفون 14 للحصول على ايفون 15 ” يضيف المتهم.
وأشار المتهم أنه بعد ذلك، “اتصل بصديقه مصطفى لإقناعه بمشاركته في هذه الفكرة “،مؤكدا، “انه أول مرة شاهد مومو بشكل شخصي حين تقديمه أمام أنظار النيابة العامة “، وعن تغيير اسمه إلى مروان أثناء الحلقة موضوع المحاكمة، قال إنه دأب على ذلك، ” شاركت باسمي وخسرت، لهذا أغير اسمي باستمرار “.
من جهته أكد مومو على انه لاعلاقة له بفبركة هذه السرقة ولا تربطه أية علاقة شخصية بالمتهمين الآخرين في قضيته.
واستغرب القاضي في سؤاله لمومو قائلا” كيف حضر مصطفى للإذاعة وادلى ببطاقته الوطنية واستقبلته على أساس اسمه مروان ضحية سرقة هاتفه”، ليرد مومو “أن السيدة المكلفة بالاستقبال هي من أخبرته أن مروان حضر لأن إدارة الإذاعة هي من تطلب البطاقة الوطنية للتإكد من هوية المشاركين أو الفائزين”.
ونفى مومو معرفته بالمتهمان، والاتصال بهما أو بأحدهما، موضحا أنه لا يمكنه التعرف على الاشخاص عبر الأثير، فهو يستقبل المكالمات المحالة عليه من قسم استقبال المكالمات، لافتا إلى أن الجوائز تتكلف بها سيدة تشتغل بالإذاعة وهي من تمنحها للفائزين بعد التحقق من هوياتهم.
من جهته قال المتهم الثاني المسمى مصطفى والذي والذي قضى مدته السجنية، ” اتصل بي المتهم أمين للمشاركة في أحد مواضيع برنامج ” مومو ” بهدف الفوز بهاتف أيفون، لأن صديقي أمين سبق وان شارك في مثل هذه المسابقات عبر إذاعة “هيت راديو “.
وأوضح، أثناء الاستماع إليه من طرف القاضي، في البداية تحدث صديقي في البرنامج وبعد مرور 40 دقيقة اتصلت، وأضاف، ” تحدثت عبر هاتفه، بعد المكالمة الأولى، وبعد ذلك تواصلت مع بوصفيحة، لأن صديقي دوز ليا الراديو، وقال لي قٌل: هاتف 14 وهو غيعطيك تلفون إيفون 15 “.
وكشف المتهم مصطفى، أنه بعد ذلك، توجه إلى مقر الإذاعة في العاصمة الرباط، “استقبلنا مومو، وخدينا تلفون “، كما أنهما تخلصا من الهاتف عبر بيعه بمبلغ 7000 درهم، زمبلغ 2800 كان من نصيب مصطفى.
استفسره القاضي كذلك، عن سبب تغيير اسمه إلى مروان حينما اتصل بالإذاعة، أجابه، إن صديقه أمين هو من بادر بذلك في المكالمة الأولى وإن مومو يقدر يحن فيا “.
ووجه المحامي لخضر دفاع المتهم ” أمين ي” سؤالا للمتهم حول “قيامه بتبليغ السلطات عن واقعة السرقة من عدمها وهل كانت بقصد منه”.
وفي جواب المتهم أمين على سؤال دفاعه المحامي محمد لخضر، نفى أمين توجهه للشرطة للتبليغ عن قضية سرقة هاتفه.
وسأل الوكيل العام المتهم أمين، لماذا لم يحضر هو لمقر الإذاعة وتسلم الهاتف، فرد عليه بأنه خاف أن يتذكره أحد بالإذاعة لانه سبق وتسلم جائزة من البرنامج من قبل.
وسأل الوكيل العام “مومو” كيف تمكنوا كطاقم أن الهاتف الذي ادعى المتهم الرئيسي سرقته يتعلق بايفون، علما أن المنطقة التي كانا يتواجد بها المتهم تعرف ضجيج السيارات في وقت الذروة خصوصا في رمضان.
وتابع الوكيل العام أسئلته ل “مومو” قائلا:” كيف عاود المتهم الرئيسي أمين الاتصال واستقبلتموه خلال أقل من ساعة في إشارة إلى أن الاتصال بالبرامج يستغرق وقتا طويلا، ليجيب مومو بأنه طلب من قسم استقبال المكالمات التكلف شخصيا باستقبال جميع المكالمات الواردة مترجيا من المستمعين عدم الاتصال، ومنع فرصة لضحية السرقة المفترض”.
واستفسر ممثل الحق العام مومو عن تسليم الضحية مدعي سرقة هاتفه ايفون15 بدل ايفون 14، ليرد مومو إنها كانت وسيلة لرد الاعتبار له، وشراء لهاتف ايفون من ماله الخاص، لكون الأمر لم يتعلق بمسابقة وإنما بحادث عرضي”.
وأضاف محمد بوصفيحة الملقب ب”مومو”، إلى أن البرنامج التقني المتعلق بالإذاعة ضبط المتهم الرئيسي “أمين” عدة مرات ينتحل صفات مختلفة، لدرجة أنه في أحد الأيام انتحل صفة شخص مكفوف وطلب من طاقم البرنامج مساعدته ماديا”.
وكانت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، قد قررت الحكم بما مجموعه 12 شهرا حبسا نافذة في حق المتهمين المتابعين في الملف وفي حق المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة، بأربعة أشهر حبسا نافذا.
وأدانت المحكمة المتهم الرئيسي، “أمين”، المتابع في حالة اعتقال ب5 أشهر حبسا نافذة والمتهم الثاني المسمى مصطفى المتابع أيضا في حالة اعتقال ب3 اشهر حبسا نافدة .