أزمة كليات الطب بين موضوعية المطالب و”تسييس” الاحتجاجات



 

أثار فشل الحكومة، لحد الآن، في حل أزمة كليات الطب والصيدلة استغراب العديد من المتتبعين الذين تساءلوا عن أسباب “الارتجالية” و”الارتباك” اللذين طبعا تعامل الحكومة مع هذا الملف الذي يتجه إلى نفق مسدود يهدد بشبح سنة بيضاء، مما يعاكس فلسفة الإصلاح الذي أعلنته الحكومة.

 

أستاذ العلوم السياسية، إسماعيل حمودي، أرجع سبب ارتباك الحكومة في تدبير أزمة كليات الطب والصيدلة إلى “تسيسيها لهذا الملف”، مبينا أنه “عوض أن تتعامل الحكومة مع الملف كموضوع اجتماعي لطلبة عندهم مطالب ينبغي التفاعل معها، لجأت إلى التسييس”.

 

وأضاف حمودي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه لما اصطدم مشروع الحكومة بخصوص تطوير نظام التكوين الصحي مع مطالب الطلبة، لجأت إلى “تسييس” الموضوع في محاولة لهزم وإضعاف الطلبة، مستدركا: “لكن النتيجة كانت عكسية”.

 

 

وتابع أن “مقاطعة الامتحان بنسبة 94 في المائة تؤكد أن الطلبة لديهم مطالب حقيقية ومواقف مقنعة ورؤية محددة”، مشيرا إلى أن “هذا ما ترفض الحكومة أن تنظر إليه بشكل موضوعي”.

 

 

وبخصوص اتهام “جهات معينة” بالوقوف خلف احتجاجات طلبة كليات الطب والصيدلة، اعتبر حمودي، أن الحكومة لما عجزت عن التعامل مع المطالب الموضوعية للطلبة وتسريع عملية الوصول إلى حل لهذه الأزمة، لجأت إلى “تسييس” الملف واتهام جهات بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات.

 

 

من جهته، استغرب رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد الحموني، من طريقة التدبير المرتبك للحكومة لهذا الملف وعدم وضوح المعطيات بخصوص هذا الإشكال، متسائلا: “لماذا لم يعالج هذا المشكل لحد الآن رغم مرور أزيد من 6 أشهر”.

 

وشدد الحموني، في تصريح لـ”الأيام 24″، على أن من واجب الحكومة أن تجد حلا عاجلا لهذه الأزمة، معتبرا أن “الحكومة التي لا تجد حلا، ليست بحكومة سياسية، وينبغي أن تذهب لحال سبيلها”.

 

يذكر أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف ميراوي، اعتبرا أن الإصلاح الشمولي لقطاع الصحة يندرج في إطار إرساء السيادة الطبية للمغرب، مؤكدين أن العرض الذي قدمته الحكومة للطلبة “استثنائي”، ويلبى جل المطالب.

 

 

وأقر وزير الصحة، في اجتماع مشترك مع لجنتي القطاعات الاجتماعية والتعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب لمناقشة ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، بوجود ما أسماها “أزمة تواصل” قال إنها تسببت في خلق نوع من عدم الثقة بين الحكومة و طلبة الطب، داعيا إياهم إلى العودة إلى الدراسة وواعدا بتجاوز جميع العراقيل منها إلغاء نقطة الصفر و إرجاع الطلبة المطرودين وفق المسطرة الإدارية.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً