مايزال القضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي عصيا على المغرب، بالرغم من بلورة المملكة مخططا استراتيجيا لمحاربة الالتهابات الكبدية، والذي يتوخى خفض نسبة الوفيات مع تقليص عدد الإصابات الجديدة بنسبة 50 في المائة في أفق سنة 2026، في اتجاه القضاء على المرض بحلول عام 2030.
ويقدر عدد المصابين بفيروس التهاب الكبد الفيروسي في المغرب بـ245 ألف بالنسبة لنوع “ب”، في حين يبلغ عدد حاملي هذا المرض من نوع “س” 125 ألف شخص، وتبقى هذه النسبة عالية وسط الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، كالفئات المفتاحية ومرضى غسيل الكلي، وفقا لبيانات المسح الوطني لنسبة الإصابة التي تشير كذلك إلى أن معدل انتشار هذا الداء يصل إلى نحو 0.5 في المائة بين عموم السكان.
وتعول وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على الكشف والتكفل بعلاج مرضى التهاب الكبد الفيروسي “س” للمساهمة في تحقيق أهداف القضاء على هذا الداء، الأمر الذي سيمكن من إنقاذ 4000 شخص ومنع 2300 حالة سرطان الكبد المرتبطة بهذا الداء، لكن هذا الطموح يصطدم بعراقيل جمة، يأتي في طليعتها الارتفاع المفرط لأسعار الأدوية المضادة له، ثم تكلفة العلاج الباهظة، حيث تتراوح أسعار الأدوية الجنيسة ما بين 5000 درهما و6100 درهما لكل علبة من 28 قرصا شهريا، وهو ما يساوي 18300 درهم لمدة 12 أسبوعا من العلاج، بينما لا يتجاوز برنامج العلاج لمدة 3 أشهر 1525 جنيها مصريا، أي ما يعادل 477 درهما مغربيا، وفقا لعضو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، الحبيب كروم.
وقال كروم، إن “معاناة مرضى داء التهاب الكبد الفيروسي في المغرب هي نفسية بالدرجة الأولى”، بالنظر إلى كون الأمر يتعلق بمرض مزمن يتميز بطابعه الطويل في أمد العلاج، إضافة إلى الارتفاع المسجل في فاتورة التداوي منه، مما يجعل ذلك، يضيف المتحدث في تصريح لـ”الأيام 24”: “غير متاح للعديد من المرضى، خاصة منهم الذين ينتمون للطبقات الفقيرة والمتوسطة، ما يؤدي في الأخير إلى ارتفاع معدل الوفيات”.
وسجل الفاعل الصحي الحبيب كروم أن الكشف المبكر وتيسير الوصول إلى العلاجات بأسعار مقبولة، يعدان عنصران أساسيان في مكافحة هذا المرض، لافتا إلى أن التشجيع على إنتاج واستخدام الأدوية الجنيسة بالمغرب سيساهم في توفير العلاجات بتكلفة أقل، ومجانا للفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسط.