بموجب الفصل 41 من دستور المملكة المغربية، يضمن الملك محمد السادس الممارسة الدينية داخل البلاد مع الحفاظ على الأمن الروحي، وذلك باقراره على أهمية التعايش والحوار، والتشبع بقيم الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية والتطرف، الأمر الذي حاول تحقيقه طيلة خمسة وعشرون سنة منذ اعتلائه لسدة الحكم.
وسطر أمير المؤمنين الذي يسهر على حماية الشعائر الدينية مسارا صحيحا عن طريق تشكيل مؤسسات دينية وإسلامية من قبيل: “وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجالس العلمية، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، والرابطة المحمدية للعلماء”، إضافة إلى “التعليم العتيق، والمساجد، والإرشاد والإعلام الديني والخطابة”، مع بناء جسور التواصل مع باقي علماء العالم وذلك بواسطة الدروس الحسنية التي تقام كل شهر رمضان .
وعمل أمير المؤمنين طيلة ربع قرن الأخير على إحياء التراث الإسلامي والسهر على نشر تعاليمه السمحة وقيمه الراسخة، ووضع سياسة للتكوين الأساسي والمستمر لفائدة الأطر الدينية من أجل تحسين أدائهم والرفع من مستوى تكوينهم، إضافة إلى المساهمة في بناء المساجد وترميمها وتوسيعها وتجهيزها وتأطيرها، ودراسة طلبات الترخيص ببنائها.
في هذا الإطار، قال لحسن سكنفل بن ابراهيم، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، إن “هذه مناسبة عظيمة نستحضر فيها الانجازات والمتغيرات التي حصلت منذ اعتلاء الملك محمد السادس نصره الله للعرش سنة 1999، حيث يسير أمير المؤمنين على نهج أسلافه المنعمين الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، بعدما وضعا حجر الأساس لبناء دولة إسلامية دستورية وديمقراطية”.
وأضاف سكنفل، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الملك محمد السادس حمل على عاتقه النهوض بجميع المجالات والقطاعات ومنها الحقل الديني، ومغرب اليوم ليس هو المغرب قبل خمس وعشرين سنة، لأن معالمه تغيرت من طنجة إلى الكويرة ومن وجدة إلى الصويرة خصوصا في مجال البنيات التحتية، وهذا يدخل السرور ويبعث على الاعتزاز والافتخار”.
وأردف أيضا أنه “من خلال هذه الذكرى نؤكد على أمر مهم وهو أن نظام حكمنا الذي له خصوصيات مختلفة عن باقي البلدان يضمن لنا الأمن والاستقرار، ومازال مرتكزا على البيعة الشرعية التي بموجبها يقوم الملك محمد السادس بدوره باعتباره أميرا للمؤمنين، ساهرا على حماية حقوق المواطنين والمواطنات”.
وتابع المتحدث عينه أن “النظام السياسي في بلدنا مبني على وثيقة الدستور التي تخول للمواطنين والمواطنات المشاركة في الممارسة السياسية عن طريق الأحزاب، في نطاق ما هو سطره الدستور، كما أن للعلماء مكانة عظيمة في الدولة وداخل المجتمع بالمملكة المغربية، سواء عن طريق الإرشاد وحماية العقيدة الإسلامية وحراسة الشريعة متشبثين ببيعتهم لأمير المؤمنين الضامن لممارسة الشعائر الدينية في ربوع المملكة باعتباره حارسا للشريعة وحاميا لحمى الملة والدين”.
وأوضح رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة أن “الأمور الدينية منضبطة بالمملكة المغربية بعيدة عن التيارات التي تريد خلق الفتنة أو التي لها مواقف متشددة، وأن ثوابتنا معروفة وهي إمارة المؤمنين الحاضنة والمحصنة للبلد من التطرف والانحلال وباقي التيارات الداخيلة، العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، التصوف السني، التصوف الجنيدي”.
“يقوم العلماء بدورهم الاشعاعي التنويري عبر مؤسسات دينية قوية في جميع ربوع الوطن من بينها المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المؤمنين،والمجالس العلمية والمجالس المحلية وعبر وسائل الإعلام كاذاعة محمد السادس للقرآن الكريم وقناة محمد السادس للقرآن الكريم”، يضيف المتحدث.
وأشار سكنفل بن ابراهيم إلى أنه “من بين المؤسسات الدينية معهد محمد السادس لتكوين للأئمة المرشدين والمرشدات الذي يتخرج منه كل سنة 150 مرشدا و100 مرشدة، يعملون في إطار المجالس العلمية الجهوية والمحلية وبتنسيق تام مع المندوبيات الجهوية والإقليمية للشؤون الإسلامية، وهذا كله من أجل الحفاظ على النسق الديني داخل المملكة المغربية”.
وزاد: “هناك مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تعمل على تقوية روابط المملكة بالدول الإفريقية في إطار وحدة العقيدة واستنادا إلى الطرق الصوفية وإمارة المؤمنين، ولا ننسى الدروس الحسنية التي يشارك فيها عدد من العلماء من مختلف دول العالم والتي تقام كل سنة خلال شهر رمضان المبارك والتي تؤكد على العناية السامية للملك محمد السادس حفظه الله باعتباره أميرا للمؤمنين بنشر العلم والرفع من قدر العلماء سيرا على نهج والده المنعم الحسن الثاني طيب الله ثراه واسلافه المنعمين”.
أما في يتعلق بالأسرة، يرى المسؤول عن المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة أنه “منذ الاستقلال عمل أمراء المؤمنين على الحفاظ على التجمع الأسري القوي لمواجهة جميع المتغيرات المجتمعية التي قد تزعزع لحمة الأسر المغربية، بالحفاظ على الأخلاق الحميدة داخل المجتمع، من خلال حماية حقوق الزوج والزوجة والأبناء والوالدين والأقارب”.
وأكد أنه “مع بداية عهد الملك محمد السادس تم إخراج مدونة الأسرة المغربية التي حظيت بالتنويه من قبل جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية”.
واختتم سكنفل حديثه قائلا: “اليوم كما يعرف الجميع فإن أمير المؤمنين دعا من جديد إلى مراجعة مدونة الأسرة لتتلاءمة مع المتغيرات والتطورات الإجتماعية في ظل شريعة الإسلام بعيدا عن تحليل الحرام أو تحريم الحلال، مع الحفاظ على النصوص القطعية والانفتاح على تطورات العصر ومتطلبات التغيير الذي يعرفه مجتمعنا”.