وجه الملك محمد السادس، مساء اليوم الإثنين، خطابا إلى الشعب المغربي بمناسبة تخليد الذكرى 25 لعيد العرش، قال من خلاله: “نخلد اليوم، بكل اعتزاز، الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلائنا العرش. وخلال هذه السنوات حققنا، والحمد لله، العديد من المكاسب والمنجزات في مجال الإصلاحات السياسية والمؤسسية، وترسيخ الهوية المغربية”.
وأضاف الملك محمد السادس: “كما أطلقنا الكثير من المشاريع الاقتصادية والتنموية، والبرامج الاجتماعية، لتحقيق التماسك الاجتماعي، وتمكين المواطنين من الولوج للخدمات الأساسية؛ وعملنا كذلك على تكريس الوحدة الترابية، وتعزيز مكانة المغرب كفاعل وازن، وشريك مسؤول وموثوق، على الصعيدين الجهوي والدولي”.
وتابع الملك أن “ما حققناه يعطينا الثقة في الذات والأمل في المستقبل، إلا أن التحديات التي تواجه بلادنا تحتاج إلى المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير”، وزاد أن “من أهم هذه التحديات إشكالية الماء، التي تزداد حدة بسبب الجفاف وتأثير التغيرات المناخية، والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في إطار السياسة المائية”.
كما شدد الخطاب الملكي على أن “توالي ست سنوات من الجفاف أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيدا، ولمواجهة هذا الوضع الذي تعاني منه العديد من المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تم إصدار توجيهات ملكية إلى السلطات المختصة لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة لتجنب الخصاص في الماء”.
وفي هذا الصدد، قال عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إنه “لقد شكل الخطاب الملكي لعيد العرش حدثا تاريخيا لما ورد فيه من مواضيع اساسية وكعادته كان خطابا بمثابة برنامج عمل وخطة للطريق في أفق بناء مغرب مزدهر ومتقدم كقوة صاعدة جهويا ودوليا وهكذا وبعد التذكير بالمكتسبات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال 25 سنة من تربع جلالته العرش العلوي المجيد”.
وأردف ولعلو، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “بعد ذلك تطرق صاحب الجلالة إلى موضوع الماء بارتباط مع سنوات الجفاف حيت أكد أن حماية الماء مسؤولية الجميع ولايسمح بسلوكيات تبديره فهي مسؤولية جماعية للحفاظ على الماء وعلى الفرشة المائية”.
وتابع أن “جلالته أكد على تشجيع البحت العلمي والابتكار مع ضرورة تكوين الأطر التقنية والمهندسين وتشجيع خلق مقاولات في هذا المجال الحيوي، كما أكد على ضرورة تسريع جميع المشاريع المبرمجة في البرنامج الوطني للماء 2020 إلى 2027 وما يسهل العمل على توفير الماء الصالح للشرب للسكان خاصة في العالم القروي مع ضرورة التنسيق بين القطاع الفلاحي والمائي لضمان الأمن الغذائي”.
وأوضح المتحدث ذاته أنه “كما يكون من المستعجل تنفيذ المشاريع المتعلقة بتحويل الماء من الاحواض المائية للمناطق الشمالية إلى الأحواض الأخرى التي تعرف الخصاص في الأمطار في السنوات الماضية”، مشيرا أنه “بموازاة مع ذلك يجب العمل على تشجيع مشاريع الطاقات المتجددة بعلاقة من مشاريع إنشاء محطات تحلية مياه البحر كمشروع محطة الدار البيضاء والتي ستكون اكبر محطة في إفريقيا”.
وأضاف نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أنه “إلى ذلك ذكر صاحب الجلالة محمد السادس بالمواقف الثابتة والمتواصلة للمغرب وتضامنه مع الشعب الفلسطيني كما ذكر بالمساندة الفعلية بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لسكان غزة عبر المعبر البري ولاول مرة قمنا بذلك”.
وأشار ولعلو إلى “صاحب الجلالة أكد على ضرورة تجاوز تدبير الأزمة القائمة في قطاع غزة بل بالشروع في إيجاد الحل السياسي المبني على حل الدولتين عبر مفاوضات بين الطرفين بعيدا عن الأفكار والأعمال المتطرفة”، مضيفة أن “الحل السياسي سيساهم كشرط لضمان السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
وخلص حديثه قائلا: “بكلمة واحدة كان الخطاب الملكي للعرش 2024 خطاب استشراف لضمان الأمن المائي والغذائي والطاقي مع توجه استراتيجي نحو المستقبل”.