على عكس ما كانت تنتظره الشركات المختصة في تموين الحفلات بمختلف أرجاء المدن المغربية، على اعتبار شهر غشت وقت ذروة نظراً لتزامنه مع الأسابيع الأخيرة للعطلة الصيفية، ارتفعت أثمنة المواد الأولية من بينها اللحوم الحمراء والبيضاء وأيضا الخضروات والفواكه، الأمر الذي خلف ركودا غير منتظرا مقارنة مع السنوات الماضية.
واشتكى أصحاب الشركات ومحلات تموين الحفلات من انخفاض منحى الطلب خلال هذا الشهر، بعد تسجيل تدني في مستوى الحجوزات وأيضا تفضيل أغلب الأسر المغربية على إقامة الحفلات خارج هذه التواريخ التي كانت تشهد في السنوات الماضية تسويقا منقطع النظير.
ويتخوف المستثمرون في هذا القطاع الذين يقدمون جميع أنواع الحفلات مثل “حفلات الزفاف وحفلات أعياد الميلاد والتخرج” من استمرار زحف منحنى الطلب، والدخول في متاهة الإفلاس، علما أن أغلب مموني الحفلات باتوا يفكرون في إغلاق باب مورد رزقهم، والبحث عن سبل أخرى من أجل إيجاد لقمة للعيش.
وفي هذا الصدد، قال حسن دوش، الكاتب العام للفيدرالية المغربية لمموني الحفلات، إن “جميع مموني الحفلات كانوا ينتظرون انخفاض الأسعار بعد عيد الأضحى المبارك، لكن لاحظنا أن الأمر ازداد تعقيدا في الأيام القليلة الماضية”، مؤكدا على أن “هذا أثر بشكل كبير على القطاع الذي دخل إلى مرحلة حرجة جدا”.
وأضاف دوش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “جميع المنتوجات الأولية سواء الدجاج واللحوم الحمراء إضافة إلى الخضر والفواكه شهدت ارتفاعات صاروخية، مما أدى إلى انخفاض الطلب في الظرفية التي كانت تعتبر وقت ذروة في السنوات الماضية”.
وتابع المتحدث عينه أن “قطاع تموين الحفلات يعرف ركودا غير مسبوق، لأن حتى الأسر المغربية أصبحت ترفض إقامة حفلات الزفاف في يوليوز وغشت، مما أدى إلى عزوف المستثمرين على هذا القطاع”.
وأردف أيضا أن “حتى الزبون المغربي يريد أثمنة الخدمات المقدمة في هذا الإطار منخفضة كالسنوات الماضية، علما أن جميع المواد المستعملة في هذه المهنة ارتفعت بشكل مهول”، مضيفا: “لقد أثر هذا التحول بشكل سريع على عملية العرض والطلب”.