اعتبر مراقبون سياسيون منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي انطلقت فعالياته أمس الأربعاء، فرصة للتدارس والتباحث في مجموعة من القضايا الدولية التي تهم الطرفين، ومحطة سنوية من أجل تعزيز وتوطيد العلاقات بين الدول الإفريقية والصين، إذ تسعى هذه الأخيرة إلى التوغل في مختلف المناطق داخل القارة السمراء لتحقيق أهدافها الاقتصادية.
وما ميز هذا الحدث بالنسبة للمملكة المغربية، هو غياب الجبهة الانفصالية “بوليساريو” الني كانت في السنوات الماضية تنتهز مثل هذه المناسبات الدولية لتسويق أطروحتها التي بدأت تتبدد بفعل توالي الاعترافات من قبل الدول الكبرى، أبرزها الاعتراف الفرنسي التاريخي بمغربية الصحراء.
وقال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية والمدير العام لشركة المغرب روتيك للاستثمار المحدودة، إن “هذا المنتدى يعتبر آلية للحوار منذ عقدين، حيث يهدف إلى تعميق المعرفة المتبادلة ويوسع مساحة التوافق في القضايا الدولية، إضافة إلى تعزيز الصداقة والتعاون بين الدول”، مشيرا إلى أنه “عند الإنتهاء من المنتدى يتم وضع مخرجات التي تكون عبارة عن تقرير يضم حزمة من المشاريع تتعلق بتطوير البنيات التحتية وفتح الأسواق وتقوية القدرات الإنتاجية”.
وأضاف بوشيبة، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المنتدى مثله حضور مغربي رفيع المستوى من طرف وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي مثل الملك محمد السادس، وهذا يظهر الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا المنتدى، لأنه هناك تحديات تواجه القارة السمراء أبرزها التغيرات المناخية والصراعات المسلحة وغيرها من الصعوبات”.
وتابع المتحدث عينه أن “هذه الظرفية تحتاج من خلال هذا المنتدى إعادة تنمية القارة الإفريقية، لأن العلاقات بين المغرب والصين شهدت زخما خاصة بعد الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2016، حيث ارتفعت نسبة المعاملات التجارية والاقتصادية بين البلدين”.
وأردف رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية أن “المشاركة الصينية في الاقتصاد الإفريقي لا يمكن اعتباره توغلا نظراً لأنه لا يتجاوز 5 في المائة المقارنة مع باقي الدول الأوروبية”، مردفا أن “الصين تضع منطقة غرب إفريقيا تحت مجهرها نظرا لوجود عدة مبادرات أبرزها أنبوب الغاز المغربي النيجيري وأيضا المبادرة الملكية الأطلسية”.
وأوضح أيضا أنه “ننتظر موقف متقدم من دولة الصين بخصوص ملف الصحراء المغربية، في الوقت الذي يعرف هذا الملف دينامية كبيرة بعد الاعتراف الفرنسي التاريخي بمغربية الصحراء والدعم غير المسبوق لمخطط الحكم الذاتي”.
وخلص بوشيبة حديثه قائلا: “الكيان الوهمي هدفه الرئيسي هو منع أي نوع من الوحدة سواء في المغرب العربي أو في المنطقة الإفريقية، حيث يسعى إلى التفرقة ونشر الفتنة بين الدول، وأن المغرب دائما كانت له مواقف تساند الصين في قضيتها مع التايوان”.