يبدو أنّ “برّاح” وسائل التواصل الاجتماعي الذي دعا مغاربة إلى تنفيذ محاولات فرار جماعي إلى الضفة الأخرى، لم يمرّ بردا وسلاما على أعين السلطات الأمنية بل قوّى من يقظتها وجعلها لا تنام تحسبّا لزحف محتمل من مهاجرين غير شرعيين بعد دعوتهم إلى اقتحام الحدود مع سبتة المحتلّة في الخامس عشر من شتنبر الجاري.
بعد أن حرّضت صفحات وأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، الشباب المغاربة للرحيل إلى الضفة الأخرى، قامت السلطات الأمنية ولم تقعد على ما يبدو قبل أن تسيطر بكل تفرعاتها على الأوضاع الأمنية بمدينة الفنيدق وحطّت رحالها وعدّتها هناك.
وإن كان للساحل الشرقي، نصيب من سيطرة السلطات الأمنية بمختلف تلاوينها فهناك من يتساءل عن الساحل الغربي في إحالة على مناطق بعينها، ويتعلق الأمر بكل من أزلا وتمنروت وواد لاو وأمسا والجبهة وأسطيحات وتمرابط وأوشتام وتارغة وقاع أسراس وجنان النيش.
تطويق مدينة الفنيدق بعناصر الأمن، يشرح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، جاء بعد الهروب الجماعي الأخير وفي الشهر المنصرم لمجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من الفنيدق ومحاولتهم العبور سباحة إلى سبتة.
وأضاف في تصريحه لـ “الأيام 24”: “تعرف مدينة الفنيدق مراقبة أمنية مشدّدة، إضافة إلى وجود نقط مراقبة متفرقة دون إغفال السلطات الأمنية وضع أربع كيلومترات من الحواجز الحديدية على طول شاطئ الفنيدق من أجل إبعاد الشباب الحالمين بالهجرة غير النظامية”.
وأشار إلى أنّ الزحف الجماعي أو ما وصفه بـ “هجوم” مئات المرشحين للهجرة على مدينة الفنيدق في اتجاه مدينة سبتة المحتلة، الأسبوع الأخير من شهر غشت المنصرم، لم يكن هو الأول والأخير، بل أعقبته هجمة أخرى كما أسماها تكّررت قبل أيام بكل من بني أنصار والناظور ومليلية المحتلة.
وأكد أنّ هذه المحاولات المتكررة للهجرة غير النظامية وبشكل جماعي ومكثف على شكل تدفق أو “هجوم جماعي”، لم يكن المغاربة يقومون بها، بل كان ينفذها مجموعة من المهاجرين غير النظاميين الذين يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لكن بعدما ذاقوا طعم نجاحها في شهر غشت المنصرم، أرادوا تكرارها وإعادة الكرّة مرة أخرى، يوضح بن عيسى، وهم يأملون في غد أفضل ويطمحون إلى الخروج من نفق البطالة والتهميش الاقتصادي بالعثور على فرص الشغل.