لا يزال خبراء البيئة والمناخ يدقون جرس التحذير من الوضعية المائية على الصعيد الوطني، رغم التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، والتي أحدثت خسائر مادية وبشرية وصفت بـ”الفادحة”، في ظل انتشار أنباء عن استخدام المغرب لعملية “تلقيح السحب” وهو ما فندته جهات رسمية.
وفي خضم هذه التقلبات المناخية خاصة في المناطق الجنوبية التي تكللت بزخات مطرية غزيرة كان لها وقع على الفرشة المائية الباطنية مع ارتفاع منسوب المياه داخل السدود بالدوائر المذكورة أعلاه، تبقى حقينة السدود على المستوى الوطني تندر بحدوث أزمة مائية غير مسبوقة في تاريخ المملكة.
ووفق المهندس والخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بنعبو، فإن “الأمطار التي عرفتها المملكة المغربية في المناطق الجنوبية طيلة الأسبوع الماضي كان لها وقع جد مهم على حقينة السدود وأيضا الفرشة المائية”، مضيفا: “عندما نتكلم عن حقينة السدود في هذه المناطق فهي تحسنت تدريجيا مقارنة مع الوضعية السابقة”.
وقال بنعبو، في تصريح لـ”الأيام 24″، إنه “إلى حدود الآن مازالت السدود على الصعيد الوطني تعاني من شح المياه، لأن أغلب المياه اتجهت نحو المحيط أو البحر، غير أنه على مستوى الفرشة المائية هناك تحسن ملحوظ وهذا له أثر على الوضع المائي الحالي”.
وتابع المتحدث عينه أنه “رغم هذه التساقطات المطرية فإننا نعاني من الإجهاد المائي الذي ألقى بظلاله على المملكة المغربية بسبب الجفاف الذي دام لأكثر من ست سنوات، وأن المناطق الجنوبية تحسنت شيئا بهذه الأمطار الغزيرة”.
وبخصوص عملية تلقيح السحب، أوضح الخبير المائي، أن “برنامج غيث يبدأ في شهر نونبر وينتهي في شهر ماي، يعني أن الأمطار الأخيرة ليست لها علاقة بتلقيح السحب”، مردفا أن هذه العملية تكون بتنسيق تام مع جميع الجهات والأجهزة من أجل الاستعداد والتأهب لأي محاولة طارئة”.