حرب غزة: كيف تؤثر الحرب الدائرة في مستقبل جيل من الأطفال؟
بدأ العام الدراسي في الأراضي الفلسطينية، الإثنين 9 من سبتمبر/أيلول، لكن على خلاف أطفال الضفة الغربية وأطفال المنطقة وأطفال إسرائيل، لم يتمكن أطفال غزة من بدء عامهم الدراسي بشكل طبيعي، بعد عدم تمكنهم من استكمال عامهم الدراسي الماضي أيضا، بسبب الحرب الدائرة في القطاع.
وتسببت حرب غزة في مقتل آلاف الطلاب الفلسطينيين ومئات المعلمين، إذ قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني، أمجد برهم، في يوليو/تموز 2024، إن "10 آلاف طالب و400 معلم استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأدت الحرب، الدائرة منذ قرابة العام، إلى انهيار شبه تام في البنية التحتية لقطاع غزة، بما فيها البنية التعليمية.
وتقول المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أديل خُضُر: "فقد الأطفال في قطاع غزة منازلهم وأفراد عائلاتهم وأصدقاءهم وسلامتهم وروتينهم. لقد فقدوا أيضا الملاذ والتحفيز الذي توفره المدرسة، مما يعرض مستقبلهم المشرق لخطر الانطفاء بسبب هذا النزاع الرهيب".
وفي حديث مع بي بي سي عربي، يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صادق الخضور: "حُرم 630 ألف طالب من حقهم في التعليم في المدارس على مدار عام دراسي، بالإضافة إلى 78 ألف طالب في الجامعات. كما حُرم 39 ألف طالب من أداء امتحان الثانوية العامة".
"تحذيرات أممية من ضياع جيل كامل"
وحذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني، من ضياع جيل كامل من أطفال غزة وحرمانهم من التعليم.
وقال لازاريني، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع بدء العام الدراسي: "يعود الأولاد والبنات في جميع أنحاء المنطقة إلى مدارس الأونروا باستثناء غزة. أكثر من 600 ألف طفل هناك يعانون من صدمة عميقة، ويعيشون تحت الأنقاض. وهم ما زالوا محرومين من التعلم والتعليم. وكان نصفهم في مدارس الأونروا".
وأضاف لازاريني: "في غزة، تم تدمير أو إتلاف أكثر من 70 في المئة من مدارسنا. الغالبية العظمى من مدارسنا الآن عبارة عن ملاجئ مكتظة بمئات الآلاف من العائلات النازحة. لا يمكن استخدامها للتعلم".
وشدد المسؤول الأممي على مخاطر استمرار الحرب في غزة، قائلا: "كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، كلما زاد خطر ضياع جيل، مما يغذي الاستياء والتطرف. في غياب وقف إطلاق النار، من المرجح أن يقع الأطفال فريسة للاستغلال بما في ذلك عمالة الأطفال والتجنيد في الجماعات المسلحة".
وفي حديث مع بي بي سي عربي، يؤكد المدير الإقليمي للإعلام والمناصرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسف، عمار عمار، أن التقديرات تشير إلى أن "نحو 93 في المئة من المباني المدرسية قد تعرضت لبعض الأضرار، وأن 84 في المئة منها يتطلب إعادة بناء بشكل كامل أو ترميما كبيرا".
ويضيف عمار أن "ما يحتاجه أطفال قطاع غزة حاليا وبشكل عاجل هو وقف إطلاق نار فوري، للبدء في بناء حياتهم من جديد، وأيضا للعودة للانتظام في الدراسة".
"مبادرات لمساعدة أطفال غزة"
وعلى صعيد الجهود الفلسطينية، يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صادق الخضور، إن "الوزارة مضطرة لدمج عامين دراسيين. لقد فقد الطلاب 150 يوما من الدراسة ولن نستطيع تعويضها كلها، وسنركز على المواد الأساسية فقط".
وأضاف الخضور أن جامعات ومدارس في الضفة الغربية دشّنت روابط عبر شبكة الإنترنت، يمكن من خلالها للطلاب داخل قطاع غزة، التسجيل للدراسة عن بعد.
لكن في ظل عدم استقرار خدمات الكهرباء وضعف شبكة الإنترنت، يصعب تصور عدد المستفيدين من خدمات التعليم عن بعد في هذه الظروف الصعبة.
كذلك أطلق متطوعون فلسطينيون في غزة مبادرات فردية لتعليم الأطفال في خيام. وأظهرت عدة مقاطع مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، أطفالا فلسطينيين يدرسون داخل خيام، كما عبر أولياء أمور عن عزمهم مواصلة تعليم أبنائهم رغم الصعوبات.
وأنشأت منظمة اليونيسف بالتعاون مع شركاء داخل قطاع غزة "12 مساحة تعليمية لتوفير التعليم لأكثر من 17 ألف طفل في المنطقة الوسطى من قطاع غزة"، حسبما أفاد المدير الإقليمي للإعلام والمناصرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسف، عمار عمار.
ويؤثر غياب التعليم، خاصة بالنسبة للأطفال الأصغر سنا، في نموهم الإدراكي والاجتماعي والنفسي. إذ أبلغ الآباء عن تأثيرات كبيرة في الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية بين الأطفال، بما في ذلك الشعور بالإحباط والعزلة المتزايدة.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا، يؤدي غياب التعليم إلى "خلق حالة من عدم اليقين والقلق. بدون التعليم، يتعرض الشباب لخطر متزايد من الاستغلال وعمالة الأطفال والزواج المبكر وأشكال أخرى من الإساءة، والأهم من ذلك أنهم معرضون لخطر الانقطاع عن المدرسة بشكل دائم"، حسبما تؤكد منظمة اليونيسف.
وقال مسؤولو وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد 15 من سبتمبر/أيلول، إن عدد القتلى قي القطاع وصل إلى 41 ألفا و206 قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 95 ألفا و337 جريحا، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
برأيكم،
- كيف يستقبل أطفال غزة عاما دراسيا جديدا في ظل استمرار الحرب؟
- من يتحمل مسؤولية ضياع مستقبل جيل من أطفال غزة؟
- ما الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات الدولية لإنقاذ التعليم في غزة؟
- وإلى متى تستمر معاناة الفلسطينيين في غزة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 16 سبتمبر/أيلول.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab