بعد انتقاده لنتائجها.. ثالث الرئاسيات الجزائرية يدعو لفتح تحقيق معمق



 

اعتبر يوسف أوشيش، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، والمرشح لرئاسيات 2024 في الجزائر، أن نتائج الانتخابات الرئاسية التي أُعلنت، تبقى موضع تساؤل في ظل الشكوك التي تحوم حول ظروف تنظيمها.

 

وكان المرشح قد حاز في النتائج النهائية على أكثر من نصف مليون صوت بنسبة تفوق 6%، بعدما أعطته النتائج الأولية نحو 120 ألف صوت، ما أدى إلى طعنه في النتائج أمام المحكمة الدستورية.

 

وأكد أوشيش، في ندوة صحافية بالعاصمة، لإبداء أول رد فعل له بعد نتائج الرئاسيات التي حل فيها ثالثا، على أهمية إجراء مراجعات قانونية شاملة تشمل قانون الأحزاب السياسية، وقوانين البلدية والولاية، والقانون الانتخابي. وأضاف أن هذه المراجعات ضرورية للسماح بظهور تمثيل ديمقراطي حقيقي في البلاد، والذي يُعد حسبه، شرطا أساسيا لضمان انتخابات نزيهة وشفافة.

 

 

 

وأصر على ضرورة فتح تحقيق معمق للكشف عن الملابسات التي أحاطت بالعملية الانتخابية، مشيرا إلى التجاوزات التي تم رصدها في العديد من مراكز الاقتراع، والتي تمت بالتواطؤ مع الإدارة المحلية، مما أساء لمصداقية الانتخابات وأضر بصورة البلاد.

 

 

وطالب في السياق باتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن التلاعب الذي شاب العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن هذا النوع من التجاوزات يمس بثقة المواطنين في المؤسسات ويعزز المطالب بضرورة إرساء دولة القانون.

 

 

وفي إطار رؤيته لتحسين العملية الانتخابية، طالب المتحدث بإصلاح عميق للسلطة الوطنية للانتخابات، بحيث تصبح هيئة مستقلة فعليا وقادرة على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين. واعتبر أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز المشاركة الانتخابية، خاصة في ظل العزوف عن التصويت الذي أصبح السمة البارزة للحياة السياسية في الجزائر.

 

 

وعاد أوشيش الذي يمثل أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى أسباب وظروف مشاركته في الرئاسيات. وقال إنه بالرغم من عدم تحقيقها الفوز، فإن جبهة القوى الاشتراكية لم تخسر، بل حققت انتصارا من خلال ترسيخها كقوة سياسية معارضة وفاعلة، قادرة على تقديم حلول بديلة تسمح للجزائر بالتقدم على طريق الديمقراطية. وأكد أن الحملة الانتخابية التي قادها كانت نظيفة ونزيهة، وأن الحزب خرج منها أقوى وأكثر عزيمة لمواصلة النضال.

 

 

كما أكد أوشيش أن مشاركته في الانتخابات الرئاسية جاءت انطلاقا من واجب وطني، وأن هدفه الرئيسي كان تعزيز استقرار البلاد في ظل الظروف الجيوسياسية المحيطة. وأشار إلى أن جبهة القوى الاشتراكية كانت تسعى إلى توسيع قاعدتها النضالية لتشمل مناطق جديدة خارج المعقل التقليدي للحزب في ولايات وسط البلاد.

 

 

وفيما يتعلق بالتحالفات السياسية، أوضح أوشيش أن التيار الوطني التقدمي والحداثي الذي يعد حزبه جزءا منه، لا يزال حاضرا بقوة في المشهد السياسي الجزائري، وأن جبهة القوى الاشتراكية تسعى لإنشاء قطب وطني ديمقراطي واسع يشمل مختلف القوى الحية في البلاد، من الشباب والنساء إلى النقابيين والطلبة والعمال.

 

 

وحول دعوة الحوار التي أطلقها الرئيس تبون في خطاب التنصيب، قال أوشيش إن حزبه يرحب بهذه المبادرة، معتبرا أن “هذه اللحظة هي الأنسب لتجاوز خلافاتنا والتوافق على ما هو أساسي وجوهري، أي أن نتفق حول أرضية وطنية مشتركة وتوافقية، تكون قاعدة لإعادة بناء الدولة الوطنية على مبادئ الديمقراطية العدالة والحرية؛ دولة حديثة ومتفتحة، قادرة على مواجهة التحديات التي نقابلها على الأصعدة الأمنية، الاجتماعية، الاقتصادية وحتى الثقافية”.

 

 

 

ودعا في هذا السياق، الرئيس تبون مع اقتراب الذكرى السبعين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، لاتخاذ قرارات سياسية جريئة لإرساء مناخ من التهدئة و الانفتاح الديمقراطي، مؤكدا أن “هذا الجهد ضروري لتقوية البلاد في مواجهة التحديات الكبرى التي يجب أن نتغلب عليها جماعياً”.

 

 

وطالب تحديدا بإصدار عفو رئاسي عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وإلغاء المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تستخدم لتجريم العمل السياسي والحقوقي، وفق ما قال. كما دعا إلى إلغاء القوانين التي تعيق الحريات وتمس الحقوق، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات أساسية لتحقيق تعددية سياسية حقيقية.

 

 

 

وكان الرئيس تبون في خطاب تنصيبه يوم الثلاثاء الماضي، قد أعلن أنه “سيعمل خلال عهدته الثانية على إطلاق حوار وطني مع كل الطاقات الوطنية الحية”، وذلك “تجسيداً للديمقراطية الحقة”. وأوضح أنه خلال عهدته الثانية “سيقوم باتصالات مكثفة واستشارات مع كل الطاقات الحية للوطن، السياسية منها والاقتصادية وكذلك الشبابية”، مضيفا أنه “سيتم مباشرة حوار وطني مفتوح لتخطيط المسيرة التي ستنتهجها البلاد في إطار الديمقراطية الحقة”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً