يبدو أن “شرخاً” أصاب جسم المحاماة بالمغرب، بعد دعوة المكتب الفيدرالي لجمعيات المحامين الشباب إلى خوض اعتصام، الخميس المقبل بمحاكم الاستئناف، وخوض اعتصام ثان أمام البرلمان في منتصف الشهر الجاري، بعد افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية، وهو الأمر الذي أحدث انقسامات في صفوف المحامين على الصعيد الوطني.
واعتبر الرافضون لهذه الخطوة التي جاءت بها فيدرالية جمعيات المحامين الشباب “تبخيسا لأدوار المؤسسات المهنية وصلاحياتها، وضرب في عرض الحائط وحدة الصف المهني وخرق الضوابط المتعارف عليها”، في حين يرى المؤيدون أن “دعوة الفيدرالية تتناغم مع قرارات جمعية المحامين بالمغرب”.
ونفى غالبية أعضاء مجلس جمعية هيئات المحامين بالمغرب وجود أي ضغوطات من طرف بعض الجهات وعلى رأسها “مكاتب كبار المحامين” الرافضة لخوض أي إضراب في الأيام المقبلة، كما تم تداوله بعض أبناء المهنة، في إنتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب انعقاده الخميس المقبل والذي سيحدد خارطة التصعيد ضد الوزارة الوصية على القطاع.
وفي هذا السياق، قال محمد حيسي، نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، إن “جمعية هيئات المحامين بالمغرب لم تتعرض لأي ضغط كيف ما كان نوعه، والقرارات التي يتم اتخاذها داخل المجلس تخضع للمناقشة المستفيضة والتداول بين الأعضاء”، مبينا أن “هناك اتجاهين، الأول يسعى إلى عدم خوض الاضرابات نظراً لوجود بعض الجهات في صراع مع الوزارة الوصية ككتاب الضبط، والثاني يريد التصعيد عن طريق الإضراب”.
وأضاف حيسي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “إلى حدود الساعة، فالمحامون ملتزمون بقرارات الجمعية، وليس هناك أي انقسام كما يقول البعض”، مسجلا أن “بلاغ فيدرالية الشباب يؤكد على الانضباط خلف قرارات جمعية هيئات المحامين على الصعيد الوطني”.
وتابع المتحدث عينه أن “بلاغ الفيدرالية تم تأويله بطريقة خاطئة خارجة عن السياق الحقيقي، وأن موقفهم عبروا عنه بتنسيق مع الجمعية وهذا من حقهم”، مضيفا أنه “ليس هناك ضغوط من طرف مكاتب كبار المحامين كما تداوله”.
وأوضح النقيب أن “جمعية هيئات المحامين بالمغرب لن تقبل بممارسة الضغط عليها، أو عرقلة عمل المؤسسة”، مؤكدا أن “هذا الأمر تتبناه أيضا هيئة المحامين بالدار البيضاء، ونحن نتصرف وفق المسار الذي رسمه مجلس الجمعية”.
وأشار حيسي إلى أن “هناك أشكال نضالية سيتم اتخاذها في إنتظار انعقاد إجتماع مكتب الجمعية يوم الخميس المقبل، واتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة المهنة وجميع مكوناتها”.