“أين المعارضة الإسرائيلية مما يحدث في لبنان؟” – هآرتس
هيمن الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على العناوين الرئيسية والأعمدة والمقالات التحليلية في الصحف العالمية، بين من يستعرض موقف المعارضة الإسرائيلية مما يحدث في لبنان، وبين من يرى أن التصعيد الأخير لا يمثل ضربة لحزب الله فقط، بل هو تهديد حقيقي لإيران وروسيا وكوريا الشمالية، وحتى الصين.
وأفردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً تحليلياً تتساءل فيه عن أسباب اختفاء أصوات المعارضة داخل إسرائيل تجاه ما يحدث في لبنان.
الصحيفة تقول إن "إسرائيل محرومة من المعارضة السياسية في لحظة فارقة في تاريخها، وإن قادة من اليسار في إسرائيل أصبحوا يلتفون حول حكومة يمينية الطابع".
وتطرح الصحيفة في هذا السياق اسم يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي - وهو حزب تأسس باندماج أحزاب يسارية مثل حزب العمل وميرتس - كمثال على هذا التوافق بين المعارضة والحكومة بشأن لبنان.
تقول الصحفية إن غولان جدد دعوته لإقامة حزام أمني واحتلال المرتفعات في جنوب لبنان، وأن طروحات مثل وقف لإطلاق النار يضمن انسحاب عناصر حزب الله إلى شمال الليطاني وإنهاء القتال في غزة وإعادة الرهائن، لم تعد طروحات محببة بالنسبة لمعارض من اليسار، بحسب تعبير الصحيفة.
وتضيف هآرتس أن هذا التوافق بين المعارضة والحكومة لم يقتصر على غولان، فهناك بيني غانتس زعيم أحزاب الوسط، وآخرون ممن التفوا حول الحكومة أو حتى انضموا إليها، مثل جدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان.
- تل أبيب تشهد "أضخم مظاهرات" مناهضة للحكومة الإسرائيلية
- ما الذي كشفت عنه المظاهرات في إسرائيل؟ وماذا نعرف عن قوة الـ"هستدروت"؟
إيران وإسرائيل: من يريد الحرب أكثر؟
وفي صحيفة الإندبندنت البريطانية، نقرأ مقالا بعنوان: "إيران لا تريد حربا مع إسرائيل، لكن ماذا عن نتنياهو؟"
تقول الصحيفة في مقالها إنه من الواضح أن إيران لا تريد حربا مع إسرائيل، وإنها لا تحتاج إلى مزيد من الإثباتات للتعامل بجدية مع تحذيرات أطلقها نتنياهو بشأن "ذراع إسرائيل الطويلة" القادرة على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، فالقائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قُتل بصاروخ إسرائيلي أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية طهران.
وتضيف الإندبندنت أن "إسرائيل أصبحت تمتلك شهية غير محدودة تجاه العمليات العسكرية النوعية والجريئة. فقد شنت سابقاً ضربات استباقية ضد الحوثيين في اليمن".
وتشير الصحيفة إلى الزخم الكبير الذي اكتسبته إسرائيل خلال الأيام الماضية، وموقفها المتحدي غير المسبوق حتى لأقرب حلفائها، الولايات المتحدة، بحسب ما ترى الصحيفة.
وبعد "فشل نتنياهو في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أو تحقيق أهدافه في غزة، حيث لا يزال عدد كبير من الرهائن هناك، ولا تزال حماس فاعلة حتى وإن كانت مجردة من القوة"، فإن أنشطته الأخيرة ساهمت في رفع شعبيته باستطلاعات الرأي، واسترضاء معسكره اليميني المتشدد، وحلفائه السياسيين على حد سواء.
وتضيف الصحيفة أن رغبة نتنياهو بالنجاة سياسيا هي العامل الأبرز، أكثر من أي شيء آخر، والذي يفسر التوسع المفاجئ للصراع إلى جبهات متعددة بالمنطقة.
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط؟
حرب إقليمية أم صراع عالمي؟
في صحيفة نيويورك تايمز، نشر الكاتب توماس فريدمان، مقالاً يحاول من خلاله تفسير الأحداث في الشرق الأوسط، لكن ضمن إطار عالمي أوسع.
فريدمان يرى أن التصعيد الأخير في لبنان لا يمثل ضربة لحزب الله فقط، بل هو تهديد حقيقي لإيران وروسيا وكوريا الشمالية، وحتى الصين، "فالأمر يجب أن يُعالج من منظور عالمي أكبر، حيث يسود نزاع حلّ محلّ الحرب الباردة".
يقول الكاتب إن العالم يمر بنزاع بين معسكرين، معسكر أسماه "تحالف الشمول" يرى مستقبلاً أفضل عبر الانضمام لتحالف تقوده الولايات المتحدة يدفع العالم نحو التكامل الاقتصادي والانفتاح والتعاون، ومعسكر آخر يمثل "تحالف المقاومة"، تقوده روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وهي دول تمثل أنظمة استبدادية، تحاول استخدام مناهضتها للعالم الذي تقوده الولايات المتحدة كذريعة لـ "عسكرة مجتمعاتها" والإحكام بقبضة حديدية على السلطة، بحسب تعبير فريدمان.
يرى الكاتب أن علينا النظر إلى الحروب في أوكرانيا وغزة ولبنان في سياق هذا الصراع العالمي بين المعسكرين. فأوكرانيا حاولت الخروج من عباءة روسيا والتحول إلى المعسكر الآخر عبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك كانت تسعى كلٌّ من السعودية وإسرائيل لتوسيع "تحالف الشمول" عبر تطبيع العلاقات بينهما.