استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الاثنين بالرباط، رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي لجمهورية البرازيل الاتحادية، رودريغو باتشيكو، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة.
في إطار هذه الزيارة، أكد باتشيكو دعم بلاده الرسمي والثابت لمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل للنزاع حول الصحراء المغربية. وأوضح رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي أن هذا المخطط يمثل خيارًا جديًا وواقعيًا لضمان الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن موقف بلاده يأتي في سياق العلاقات التاريخية والوطنية الوطيدة التي تربط البرازيل والمغرب.
كما أشار باتشيكو إلى التطور الملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالمبادلات الغذائية، حيث تشكل المنتجات الزراعية والغذائية محورًا أساسيًا للتبادل التجاري بين الرباط وبرازيليا. وأكد على طموح بلاده لتعزيز وجود المنتجات البرازيلية في السوق المغربية، بما يساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وفي خطوة تعكس الحرص على تعزيز التواصل بين البلدين، أشار رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي إلى إعادة فتح الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو. واعتبر أن هذا الخط سيلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستساهم في تسهيل حركة البضائع والأفراد بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين، وخاصة بين الشباب.
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، أشار باتشيكو إلى أن البلدين يتشاركان في العديد من التحديات العالمية، وعلى رأسها قضايا المناخ. وأوضح أن المغرب شريك مهم بالنسبة للبرازيل في هذا المجال، حيث أن كلا البلدين يواجهان تحديات بيئية تتطلب تعاونا وثيقا للتصدي لها.
وخلال حديثه عن العلاقات الثنائية، أكد باتشيكو أن التعاون بين البرازيل والمغرب لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضًا المجالات الثقافية. وأعرب عن أمله في أن يكون الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو خطوة هامة نحو تعزيز التقارب الثقافي، خاصة بين الشباب من البلدين، مما يعزز الفهم المتبادل والتعاون الثقافي بين الشعبين.
واعتبر رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي أن زيارته إلى المغرب كانت مثمرة، حيث أتاحت الفرصة لتدارس العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية. وأكد أن البلدين يعوّلان على استمرار تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة والسلام الإقليمي.
تمثل هذه الزيارة محطة جديدة في مسار العلاقات المتينة بين المغرب والبرازيل، حيث يطمح البلدان إلى تعزيز تعاونهما في مختلف المجالات من خلال الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، مع التركيز على توسيع التعاون الاقتصادي والثقافي وتبادل الخبرات في مواجهة التحديات العالمية المشتركة.