سندالة: افتتاح جزيرة يُعيد مشروع نيوم السعودي إلى الواجهة
تتجه الأنظار إلى جزيرة سندالة في السعودية، التي أعلنت شركة البحر الأحمر عن افتتاحها مطلع الأسبوع الجاري، وهي أولى مراحل مشروع "نيوم" الذي يعد جزءاً من استراتيجية الرؤية السعودية لعام 2030.
وتقع جزيرة سندالة على البحر الأحمر، وتمتد على مساحة 840,000 متر مربع، وهي مشروع مُصمم ليستقبل حوالي 2400 زائر يومياً بحلول عام 2028.
وأكد الرئيس التنفيذي للمشروع، نظمي النصر في بيان له أن جزيرة سندالة تعزز جهود "نيوم" "الداعمة للسياحة الفاخرة" في المملكة العربية السعودية، وتضم الجزيرة "مرسى بحرياً مجهّزاً بأحدث التجهيزات التقنية والعصرية ويتسع لـ 86 رصيفاً بحرياً، كما تستعد سندالة لافتتاح موسم جديد للإبحار" بحسب البيان.
ويعد مشروع "نيوم"، المنطقة البيئية السعودية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار (399 مليار جنيه إسترليني)، أحد مشاريع رؤية السعودية لعام 2030، وتهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، ويتم تنفيذه بالتوازي مع مشاريع كبرى أخرى.
- السعودية سمحت باستخدام "القوة المميتة" لإخلاء مناطق لمشروع نيوم
- المشروعات العملاقة في السعودية مهددة بتقليص حجمها قريباً
وأثار الإعلان عن افتتاح الجزيرة، ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد التشكيك في مدى واقعية مشروع "نيوم" حين تمّ الإعلان عنه بشكل رسمي قبل سنوات.
وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يشيد بافتتاح الجزيرة، وبين من قلل من أهميتها.
إذ أشاد حساب يحمل اسم "ناصر السالم" على منصة إكس بجزيرة سندالة، وأرفق مقطع فيديو قال إنه للجزيرة الجديدة التي تجمع بين "البحر والجمال والفخامة" على حد وصفه.
https://twitter.com/na9er00000/status/1850533550312874350ورأى حساب آخر يحمل اسم "صالح الزهراني" على إكس، أن الإعلان عن افتتاح جزيرة سندالة من شأنه أن يدحض مزاعم من وصفهم بـ"المغرضين والبائسين واليائسين" الذين شككوا في مدى واقعية مشروع "نيوم" منذ الإعلان عنه، معتبراً أن خطوة الافتتاح هي "قطف لثمار جديدة على كل المستويات" على حد تعبيره.
https://twitter.com/Salehjoraibi/status/1850886626072789127
في المقابل، انتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان عن افتتاح الجزيرة، إذ اعتبر حساب يحمل اسم "AZHAR" أن جزيرة سندالة عبارة عن مشروع يستهدف فئة معينة من المواطنين وليس "عامة الشعب"، داعياً لأن يكون هناك مشاريع تهتم بكافة شرائح المجتمع وليس "الطبقات المخملية" فقط على حد وصفه.
https://twitter.com/zizi_sweety/status/1850912692795556165
فيما أشار حساب آخر باسم "مفتاح" إلى أن مشروع "نيوم" التي تسعى السعودية لإنشائه، ساهم في "تهجير 6 آلاف شخص من قراهم"، ونشر صوراً قال إنها توثق حجم الدمار في القرى التي تم "تهجير سكانها" على حد قوله.
وفي الأشهر الأخيرة، أشارت تقارير إلى أن المملكة العربية السعودية قلصت خططها لمشروعها الضخم لتطوير الصحراء "نيوم" الذي يعد محور رؤية 2030.
وقال مستشار، على صلة بالحكومة السعودية فضل عدم ذكر اسمه لبي بي سي في وقت سابق، إن تلك المخططات قيد المراجعة ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأنها في وقت قريب، مضيفاً أن ذلك "يعتمد القرار على عوامل عدة، لكن من دون شك سوف تخضع هذه المشروعات لإعادة تقييم. فبعضها قد يسير كما هو مخطط لها، لكن البعض الآخر قد يتأخر أو يتقلص حجمه".
وأُعلن عن مشروع "نيوم" في 2017، وهي خطة بقيمة 500 مليار دولار لبناء عشر مدن مستقبلية في منطقة صحراوية بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع، يمتد من شمال غربي المملكة العربية السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية.
وأكثر هذه المدن طموحاً، والذي احتل كل العناوين الرئيسية، مدينة "ذي لاين" (The Line). وتتضمن خطة إنشائها أن تكون مدينة خطية تتكون من جدارين متجاورين ومتوازيين لناطحة سحاب يبلغ ارتفاعهما 500 متر - أطول من مبنى "إمباير ستيت" في الولايات المتحدة، وسيكون عرضهما مجتمعين 200 متر فقط، بما في ذلك المساحة بينهما.
ويعتمد المشروع على مصادر الطاقة المتجددة فقط، وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى مستثمرين محليين وعالميين، تحت إشراف هيئة خاصة على مشروع "نيوم".
وبالإضافة إلى "نيوم"، تعمل السعودية أيضاً على تطوير 13 مخططاً إنشائياً كبيراً، أو ما يُعرف "بمشروعات جيجا"، بقيمة تريليونات الدولارات، وتشمل تلك المشروعات مدينة ترفيهية على مشارف العاصمة الرياض، والعديد من المنتجعات الفاخرة على جزر في البحر الأحمر، ومجموعة من الوجهات السياحية والثقافية الأخرى.