على خلفية إعلان فرنسا عزمها تعزيز حضورها القنصلي والثقافي بالصحراء المغربية، حسبما أعلن عنه وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إثر زيارة الدولة التي قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، أكد أستاذ علم السياسة والسياسات العامة بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد بنطلحة الدكالي، أن “الخطوة الفرنسية ستعقبها خطوات من أجل حل سياسي عادل ومستدام، وهي بمثابة انتصار أكيد للدبلوماسية المغربية”.
واعتبر بنطلحة، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذه الخطوة الفرنسية بفتح قنصلية بالصحراء المغربية من شأنها أن تعزز آفاق التعاون المغربي الفرنسي، مبرزا أنها “تؤشر على العزم الأكيد لدولة فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي على المضي قدما في الدفع بعدالة مشروعية القضية الوطنية”.
ويرى بنطلحة، أن “من شأن تفعيل هذا التصريح أن يشكل حدثا تاريخيا استثنائيا ستعقبه ولاشك تغييرات مهمة حيث سيكون بداية انطلاق تدشين العديد من القنصليات بحواضر الصحراء المغربية من طرف الدول الأوروبية والأمريكية الداعمة للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية”.
وسجل بنطلحة، أن وزير الخارجية الفرنسي صرح أيضا أن المقاولات الفرنسية ستواكب تنمية الأقاليم الجنوبية من خلال استثمارات ومبادرات مستدامة ومتضامنة لفائدة الساكنة المحلية، مشيرا إلى أن سفير فرنسا بالمغرب سيتوجه ابتداء من الأسبوع المقبل إلى الأقاليم الجنوبية المغربية لهذا الغرض.
وخلص بنطلحة، إلى أن “هذا المؤشر يبين لنا بوضوح أن دور القنصلية الفرنسية بحاضرة الصحراء المغربية سيكون ذا طابع تجاري واقتصادي واستثماري ودبلوماسي طبعا من أجل تنمية المنطقة ولن يكون ذا طابعه بروتوكولي بل سيكون فاعلا ومؤثرا “.
هذا، وأعلن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن فرنسا تعتزم تعزيز حضورها القنصلي والثقافي بالصحراء المغربية من أجل إحداث رابطة فرنسية.
وقال الوزير الفرنسي، خلال لقاء صحفي عقب مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة: “سنعمل على تعزيز حضورنا القنصلي والثقافي من أجل إحداث رابطة فرنسية”.
وجدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية، بهذه المناسبة، عزم بلاده تطوير شراكة مغربية-فرنسية في مجموع تراب المملكة، بما في ذلك الصحراء المغربية، مذكرا بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي فخامة السيد إيمانويل ماكرون أمس أمام مجلسي البرلمان، والذي أكد فيه أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية.
وعبر المسؤول الحكومي الفرنسي عن ارتياحه بالقول “لقد أرفقنا القول بالفعل، ويشرفني أن أعلن لكم أنه تم تحيين خريطة المغرب ونشرها على الموقع الإلكتروني لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية (الفرنسية)”.
وسجل أن المقاولات الفرنسية ستواكب تنمية هذه الأقاليم من خلال استثمارات ومبادرات مستدامة ومتضامنة لفائدة الساكنة المحلية، مشيرا إلى أن سفير فرنسا بالمغرب سيتوجه ابتداء من الأسبوع المقبل إلى الأقاليم الجنوبية.
وحرص الوزير الفرنسي على التأكيد على أن بلاده ستكون بجانب المغرب “من أجل حل سياسي عادل ومستدام، يشكل مخطط الحكم الذاتي لسنة 2007 أساسه الوحيد”.