من نفس المحبرة التي تصيغ بها بياناتها منذ سنوات، سارعت جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى الإعراب عن رفضها للمضامين الواردة في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، مساء أمس الأربعاء 06 نونبر الجاري، بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.
وقالت “البوليساريو” في بيان أصدرته ما تسمى بـ”وزارة الإعلام” التابعة لها، إنها “تدين بأشد عبارات الإدانة ما جاء في خطاب الملك المغربي من مغالطات ومحاولة لتحريف الحقائق التاريخية والقانونية الثابتة بخصوص الطبيعة الدولية لقضية الصحراء كقضية تصفية استعمار”، وفق زعمها.
وبلغة لا تخلو من تصعيد، نددت الجبهة الانفصالية بما وصفته بـ”التعنت والتمرد على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والتمادي في منطق التوسع والاحتلال”، وفق تعبيرها.
وكان الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، قد حمل رسائل غير مباشرة إلى الجزائر وجبهة “البوليساريو”، كما فضح الأجندة الخفية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وجاء في الخطاب الملكي، في إشارة إلى الجارة الشرقية للمملكة التي تحتجز الصحراويين في مخيمات “تندوف” منذ خمسة عقود وتمنعهم من اختيار مصيرهم، أن “هناك من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق”.
وتابع الملك: “وهناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي”، مضيفا: “لهؤلاء نقول: نحن لا نرفض ذلك. والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة”.
وواصل الملك محمد السادس كشف خلفيات خصوم المملكة وهم يعادون القضية الأولى للمغاربة، مسجلا أن “هناك من يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة”، قبل أن يزيد: “وهناك كذلك من يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة”، مؤكدا أن “الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية:”.