الانتخابات الأمريكية.. لماذا مُنيت كامالا هاريس بهزيمة مدوية؟
لا تزال أصداء الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب وأسبابها تتردد في أنحاء الولايات المتحدة.
وتساءل كثير من الناخبين الديمقراطيين عن أسباب الهزيمة الساحقة لهاريس في سباق بدا للجميع أنه متقارب بشكل كبير حتى اللحظات الأخيرة ليسدل الستار على محاولة نسائية جديدة في الوصول إلى البيت الأبيض.
الطبقة العاملة والاقتصاد
في هذا الإطار، انتقد السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، حملة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وأضاف أن "الشعب الأمريكي غاضب ويريد التغيير، وهو على حق في ذلك"، وفق تعبيره. ووصف السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت في منشور عبر منصة "إكس"، الخميس 7 نونبر، حملة الديمقراطيين الانتخابية بـ"الكارثية".وأوضح ساندرز (83 عاما) أن "الحزب الديمقراطي تخلى عن الطبقة العاملة، ما دفع الطبقة العاملة للتخلي عنه أيضا". وأشار إلى أن الأمة فشلت في معالجة بعض القضايا في ظل إدارة بايدن -هاريس، بدءًا من عدم المساواة في الثروة وتدهور مستوى المعيشة إلى ارتفاع أسعار الأدوية.
حرب غزة
كما انتقد ساندرز استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل وأضاف أنه " على الرغم من المعارضة القوية من أغلبية الأمريكيين، فإننا نواصل إنفاق المليارات لتمويل الحرب الشاملة التي تشنها حكومة نتنياهو المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني والتي أدت إلى كارثة إنسانية مروعة تتمثل في سوء التغذية الجماعي ومجاعة الآلاف من الأطفال".انتقاد ترامب
يرى محللون أن هاريس ركزت في كل خطاباتها على مخاطر عودة ترامب للبيت الأبيض، ووصفت الرئيس المنتخب بأنه "فاشي"، واستعانت بعدد من الجمهوريين الساخطين على ترامب لمهاجمته خلال تجمعاتها الانتخابية. وقال فرانك لونتز، خبير استطلاعات الرأي: "خسرت كامالا هاريس هذه الانتخابات عندما ركزت بشكل شبه حصري على مهاجمة دونالد ترامب". وأضاف: "يعرف الناخبون بالفعل كل شيء عن ترامب، لكنهم ما زالوا يريدون معرفة المزيد عن خطط هاريس للساعة الأولى واليوم الأول والشهر الأول والسنة الأولى من إدارتها"، مردفا: "لقد كان فشلا ذريعا لحملتها في تسليط الضوء على ترامب أكثر من تسليط الضوء على أفكار هاريس الخاصة".من جانبه قال الكاتب مايكل هيرش في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" إن هاريس أمضت وقتا كثيرا في محاولة القول إن ترامب غير لائق للرئاسة، وقليلا من الوقت في إيصال رسالة متماسكة حول كيف أنها ستكون أفضل. وعلى الرغم من تغلبها على ترامب في مناظرتهما الوحيدة في 10 شتنبر الماضي، وجمع أكثر من مليار دولار من التبرعات في 3 أشهر فقط -وهو رقم قياسي جديد- تعثرت هاريس عندما انبرت لتقديم ملخص لجدول أعمالها حول القضايا الحرجة مثل الاقتصاد والهجرة.