حوار.. رشيد الوالي يروي تفاصيل رحلته في الإخراج السينمائي: “الجائزة ليست سوى بداية”



 

بسمة مزوز

 

 

 

في حوار حصري، يتحدث المخرج والممثل المغربي رشيد الوالي عن فوزه بجائزة الجمهور عن فيلمه المميز “الطابع” في مهرجان “سيني ألما” الدولي بفرنسا، بالإضافة الى جوائز أخرى نالها من قبل، كجائزة أفضل فيلم في مهرجان طنجة السينمائي، وجائزة أفضل إخراج بمهرجان مكناس.

 

ويشارك النجم المغربي تفاصيل نجاحه في المهرجانات الدولية، كما يتطرق إلى التفاعل القوي الذي لقيه الفيلم مع الجمهور في بنين، حيث ناقش الحضور قضايا الهجرة والتحديات الإنسانية التي يعرضها العمل.

 

كما يتناول بالحديث والشرح تأثير الفيلم في تغيير النظرة النمطية تجاه المهاجرين المغاربة في فرنسا، وأهمية طرح قضايا حقوق الإنسان عبر السينما.

 

في هذا الحوار، يفتح رشيد الوالي قلبه لـ”الأيام24″، ليحدثنا عن التحديات التي واجهها وتطلعاته المستقبلية في عالم الفن السابع.

 

 

إليكم نص الحوار كاملا:

 

ما تعليقكم حول فوزكم بجائزة الجمهور بمهرجان “سيني ألما” عن فليم “الطابع”؟

 

بالطبع كنت سعيدا جدا. إذ يعد هذا المهرجان من المهرجانات العريقة التي تقام منذ 18 عاما، ويعرض مجموعة من الأفلام الأوروبية والمغربية، بالإضافة إلى مشاركة مخرجين مغاربة. هذا العام، كان هناك فيلم “الكل يحب تودا” لنبيل عيوش، بالإضافة إلى فيلم آخر للمخرج عادل الفاضيلي الذي فاز بسبع جوائز في مهرجان طنجة العام الماضي. وفوز فيلمي بجائزة الجمهور وسط مجموعة من الأفلام كان إنجازا كبيرا، خاصة أن المهرجان يقدم ثلاث جوائز فقط: الأولى فاز بها فيلم إيطالي، والثانية كانت لفيلمي، والثالثة لفيلم إيطالي آخر.

 

الحصول على جوائز خارج البلاد يملؤني بالسعادة ويمنحني دافعا قويا، خاصة في ظل الأحكام المسبقة التي أواجهها في بلدي حول كوني ممثلا وأقوم بالإخراج.

 

ونجاح الفيلم في المهرجانات الدولية مثل مهرجان “مونبلييه” يفرحني ويشجعني على الاستمرار.

 

 

ما هي مواعيد الجولة الأوروبية لعرض فيلم “الطابع”؟

 

بالنسبة لمواعيد الجولة الأوروبية، ستبدأ إن شاء الله من شهر نونبر حتى السابع عشر منه. وسأحصل على التواريخ المحددة قريبا، وسأعلمك بها أو أرسلها لك فور اكتمالها. كما سيعرض الفيلم في بيت المغرب بين 13 و15 دجنبر إن شاء الله.

 

 

 

 

 

كيف عشتم تجربة “الطابع” في بنين؟ وهل هناك دول أفريقية أخرى ستَعرِضُ فيها الفيلم؟

 

كانت تجربة خاصة جدا في بنين، حيث نظمها سفير المملكة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية. كان لافتا حضور جمهور بنيني ومجموعة من السفراء من دول مختلفة مثل ألمانيا وقطر والإمارات وفرنسا والصين، إضافة إلى السفيرة المصرية. والفيلم جاء في توقيت مناسب، وكان الإقبال جيدا والنقاشات غنية، وحصلت على دعوات لعرض الفيلم في دول أخرى في المستقبل.

 

 

 

 

ما الذي لفت انتباهكم حول الجمهور الأفريقي ونظيره الأوروبي؟ هل من فرق بينهما؟

 

ما لفت انتباهي هو أن الفيلم مغربي، ولكن الأفارقة شعروا بأنهم معنيون بالقصة لأن الهجرة تعنيهم أيضا، والهجرة إلى فرنسا تتعلق بمجموعة من الدول الإفريقية التي كانت قد رحلت معظم رعاياها. لقد تفاجأ الجمهور الأفريقي بقصة الفيلم، لأن البطل لم يكن مهاجرا، بل كان فيلكس مورا يأتي لاختيار الشباب الذين كثيرا ما يكونون أقل من 16 أو 17 عاما، وحتى 15 عاما، وكانوا غير متعلمين، مما يجعلهم غير قادرين على الدفاع عن حقوقهم. هذه المسألة أثرت فيهم وشعروا أنهم معنيون بالقصة. لقد أعجبني ذلك، واستمر الحوار والنقاش، حتى في الكواليس، وفي التلفاز تم تناول الفيلم بشكل موسع.

 

 

حدثّنا عن جديدكم على مستوى التلفزيون والسينما!

 

بالنسبة للتلفزيون، بصراحة ليس لدي جديد في هذا المجال. أنا منهمك حاليا في كتابة عمل جديد، بالإضافة إلى الترويج لفيلمي. دائما كنت أتساءل لماذا ننتج فيلما يستغرق تحضيره 3 أو 4 سنوات، وفي النهاية يعرض في السينما وفي بعض المهرجانات الوطنية لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم يُترك في الرفوف.

 

أرى أن هذه المسألة غير منطقية، ويجب الترويج للعمل السينمائي بالطبع، ما لم يكن الفيلم يستحق ذلك أو إذا كانت طبيعته تسمح له بالانتشار. لأننا نشاهد أعمالا ناجحة، لكن معظمها يكون كوميديا ومحدودا في نطاق محلي ولا يعكس السينما المغربية.

 

في هذه المرحلة من حياتي، أركز على الأعمال السينمائية التي تخدم القضية الوطنية والإنسان بشكل عام. ربما هذا ما جعل الفيلم يحصل على بعض الجوائز والنقد الإيجابي من الجمهور الفرنسي، لأنه يتناول موضوعا إنسانيا بامتياز.

 

العروض التي أقدمها في فرنسا يحضرها كل من الجمهور المغربي والفرنسي، وكذلك العمداء في كل منطقة، حيث تدور نقاشات تسهم في تغيير النظرة النمطية والعنصرية التي يحملها البعض تجاه المهاجرين بشكل عام، أو تجاه المهاجرين المغاربة.

 

جاء الفيلم في وقت يعبر فيه المغاربة عن تضحياتهم في فرنسا، حيث عملوا وساهموا في بناء البلد، لكنهم لم يحصلوا على حقوقهم.

 

لقد ساعدوا فرنسا لتكون ما هي عليه اليوم، بينما يعانون من الجحود والنكران. هناك من خدموا في الحرب العالمية الثانية، وما زالوا يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية، ولا يتقاضون في أغلب الأحيان أكثر من 600 يورو، ومفروض عليهم أن يخسروا تلك الأموال في فرنسا.

 

بالنسبة لي، هذه القضايا إنسانية ومعقدة، ويجب العمل عليها. والدبلوماسيون لم يعملوا عليها، للأسف، ربما لأن القضية الأولى كانت قضية الصحراء المغربية. ولكن حان الوقت للعمل على أن يعيش هؤلاء الناس بكرامتهم ويموتوا في وطنهم بعزتهم، بدلا من أن يموتوا ثم نعيدهم في صناديق.

 

 

 

 

إلى جانب التمثيل والإخراج والتقديم، تمتلكون موهبة فذة في الرسم، هل من أنشطة مبرمجة لعرض لوحاتكم التشكيلية؟

 

أقمت معرضا هذا الشهر ولا يزال مستمرا في قاعة وزارة الثقافة. عادة ما أشارك في معارض جماعية مع فنانين محترفين، ولكن إن شاء الله، سيأتي الوقت الذي سأكون فيه مستعدا لإقامة معرض خاص بلوحاتي.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مرتبطة :

تعليقات الزوار
  1. امال

    فنان كبير نتمنى له التوفيق 💐💐💐

  2. سعد

    مزيدا من التألق والنجاح بالتوفيق ان شاء الله .

  3. محمد

    الفنان المحبوب لدي هو المرحوم محمد البسطاوي

اترك تعليق


إقرأ أيضاً