العلاقات المغربية المالية تتوطد وسط تحركات جزائرية لعرقلة استقرار المنطقة



تبقى العلاقات المغربية المالية في أرقى مستوياتها لاعتبارات تتعلق باحترام مبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تحت أي مبرر، وخلافا لهذه الممارسة المغربية في علاقاتها بالدول الإفريقية الشقيقة، يسعى النظام الجزائري إلى تعميق التوتر القائم بينه وبين الدولة المذكورة.

 

 

ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه مالي لشن هجوم على جماعات انفصالية في منطقة الأزواد شمال البلاد، بمساعدة من قوات “فاغنر”، الروسية، التي تشارك إلى جانب الحكومة المالية في عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة، سارعت الجزائر، بخطواتها المألوفة، إلى محاولة ايقاف الهجوم، بتدخل مباشر لدى موسكو.

 

 

هذا الأمر اعتبرته مالي محاولة لانتهاك سيادة الدولة، عبر تدخل غير مبرر في شؤونها الداخلية، مما يؤكد تورط الجزائر في حماية الجماعات الإرهابية، التي تعتبرها جزءا من مصالحها الاستراتيجية بمنطقة الساحل الافريقي، لتتزايد حدة الصدام بين الدولتين، وهو ما سيعمق من عزلة الجزائر، التي راكمت خبرة كبيرة في تجربة الانفراد والعزلة عن العالم.

 

وتعليقا على هذا الموضوع، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية والمتخصص في قضية الصحراء المغربية، إن الضغط الذي تمارسه الجزائر، يهدف إلى عدم تحويل مالي لموقفها من قضية الصحراء المغربية، لاسيما وأن انخراط مالي في المبادرة الأطلسية يعد اعترافا غير مباشر بمغربية الصحراء، على اعتبار أن هذه المبادرة سيكون مركزها في ميناء الداخلة.

 

 

وغير بعيد عن ذلك، قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن الحكومة المالية تقدر من يقدم لها يد المساعدة، وتلغي من يحرض عليها الجماعات الانفصالية للنيل من أمنها واستقرارها، مؤكدا أنها ستبدل كلما في وسعها لتجاوز واقعها السياسي، والتأسيس لبيئة أمنة ومزهرة، وهو ما يشكل أحد أسباب التمكين لاستراتيجية التعاون جنوب – جنوب القائمة على الندية والتآزر بين الدول الأطراف.

 

 

وفي المقابل، من المؤكد أن المغرب، وبديبلوماسيته المتوازنة التي تجعله في موضع جذب في الساحة الدولية، فيرتقب أن تشهد العلاقات المغربية المالية نقلة أكيدة، لاسيما وأن هذه الأخيرة تتسم بالعمق والاحترام المتبادل، وتطابق وجهات النظر، حول ملفات عديدة تهم الجانبين.

 

 

وفي هذا السياق، قال الفاتحي إن العلاقات المغربية المالية مثالية وفق نسق السياسة الخارجية المغربية، تجاه عموم أفريقيا، والقائمة أساسا على تقديم الدعم، والمساعدة، والاشراك في بناء اقتصاد متكامل ومندمج.

 

 

وأضاف المتحدث نفسه أن المغرب عمل على الدوام على تأسيس علاقات متوازنة مع الدولة المالية، استحضارا للعلاقات التاريخية الممتدة عبر التاريخ، تعززت بزيارات ملكية لهذا البلد، الذي يعد من بين الدول الرئيسة في تفعيل مشاريع المبادرة الأطلسية، باعتباره من دول الساحل والصحراء المعنية بالحصول على منفذ بحري على المحيط الأطلسي، والاستفادة من البنية التحتية للمملكة المغربية.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً