على خلفية إشادة الحزب الحاكم بالبرازيل بمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، وتلميحه إلى إمكانية التعبير عن “دعم أكثر وضوحا لمغربية الصحراء”، اعتبر حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية والمتخصص في قضية الصحراء المغربية، أن هذا الموقف يعد مؤشرا قويا على أن البرازيل ستتخذ موقفا رسميا، قويا وشجاعا مستقبلا، إزاء ملف الصحراء المغربية انسجاما مع مصالحها الاستراتيجية.
وأضاف بلوان، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن البرازيل أدركت أنه من المنطقي تعزيز علاقاتها مع المملكة المغربية، وليس مع المشروع الانفصالي، مبرزا أن هناك دينامية دولية لحسم الموقف إزاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والذي ستنخرط فيه البرازيل، باعتبارها دولة فاعلة في أمريكا اللاتينية.
واعتبر بلوان، أن الديبلوماسية المغربية استطاعت أن تكسب جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البرازيل، بما فيهم المنتمون إلى اليسار، لافتا إلى أن الرئيس السابق للبرازيل كان داعما لمخطط الحكم الذاتي، وكانت تربطه علاقات وطيدة مع المغرب.
وفي الآن ذاته، أوضح المتحدث نفسه أن المغرب تجمعه بالبرازيل علاقات استراتيجية وعسكرية مهمة، وفي الجانب الاقتصادي، فالتعاون بين الجانبين في تطور ملموس.
وعن علاقاتهما السياسية، أفاد بلوان أنه لطالما كان هناك توحيد للرؤى بين المغرب والبرازيل، حيث كانت هذه الأخيرة داعمة للرباط ولقضيتها الوطنية، وتعزز ذلك في مؤتمر القمة الأخير لمجموعة “بريكس”.
وخلص بلوان، إلى أن هذا النجاح ينضاف إلى سجل إنجازات الديبلوماسية المغربية، والتي استطاعت تغيير مواقف مجموعة من الدول، التي كانت في السابق تدافع عن العقيدة الانفصالية، لتتجه مواقفها بعد ذلك صوب مناصرة قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
هذا، وأكد رومينيو بيريرا، الكاتب المكلف بالعلاقات الدولية في حزب العمال، الذي ينتمي إليه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أن مبادرة الحكم الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تتأسس على مبادئ الحوار والقانون الدولي، مما يعزز رفاه السكان المعنيين.
وأضاف بيريرا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه “يمكن بالطبع الأخذ في الاعتبار دعما أكثر وضوحا للمخطط المغربي للحكم الذاتي، طالما أن هذا الحكم الذاتي يرتكز على الحوار والالتزام بالقانون الدولي، ويسهم في رفاه السكان المعنيين”.
وقال المتحدث نفسه، إنه “يجب على البرازيل مواصلة دعم هذه الجهود والمبادرات التي تعزز السلام والاستقرار في المنطقة”.
وتجدر الإشارة إلى أن بيريرا الذي سيزور المغرب قريبا، قال إن “البرازيل تحافظ على موقف متوازن وبناء بشأن قضية الصحراء المغربية، مع دعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي سلمي ومتوافق عليه ومقبول من كافة الأطراف”.
وغير بعيد عن ذلك، وصف بيريرا مستقبل العلاقات بين الرباط وبرازيليا بـ “الواعد”، مبرزا أن هناك فرصا عديدة للتعاون بين الجانبين في مجالات متنوعة.
وأشار في معرض حديثه إلى أن “الزيارات الأخيرة لمسؤولين برازيليين رفيعي المستوى إلى المغرب، وإعادة فتح الخط الجوي بين الدار البيضاء وساو باولو في شهر دجنبر المقبل، تعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.
ووفقا لبيريرا فإن “هذه الدينامية ستعزز التبادلات التجارية والتعاون، خصوصا د في مجالات الأمن الغذائي، والاقتصاد الأخضر، والسياحة، والثقافة. والتكنولوجيا، كما ستمكن من مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، بما يعود بالنفع على كلا البلدين”.