توالي الاعتداءات على سائقي النقل الدولي يدق ناقوس الخطر

تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث الاعتداء الجسدي على سائقي النقل الدولي بالطرق السيارة بالمغرب، خاصة على مستوى باحات الاستراحة، وذلك على أيدي جانحين ومرشحين للهجرة السرية، الذين ينشطون في إطار عصابات منظمة، يتحينون الفرصة للتربص بالسائقين بغرض سرقتهم تحت التهديد بالعنف باستعمال السلاح الأبيض.

وعلاوة على الخطر المحدق بحياة السائقين المهنيين للنقل الطرقي للبضائع لحساب الغير، تُلحق هذه الاعتداءات خسائر مادية جسيمة بالشاحنات والسلع التي يتم شحنها، إلى جانب إتلاف الأختام الجمركية مما يحتم على شركات النقل أداء غرامات مالية لدى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة.

قبل أيام قليلة فقط، تعرَّض سائق مهني إلى هجوم خطير كاد يكلفه حياته؛ فقد عمد قطاع طرق بباحة الاستراحة “المناصرة” بإقليم القنيطرة، إلى اعتراض سبيله والاعتداء عليه بواسطة السلاح الأبيض، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة على مستوى وجهه وأنحاء متفرقة من جسده، كما سلبوه مقدرات مالية مهمة وأغراض شخصية.

ضحية أخرى لنفس النشاط الإجرامي، هذه المرة بباحة الاستراحة “الصخور الرحامنة”، حيث عرّض جانحون سائقا مهنيا إلى اعتداء خطير بأداة راضة نجا منه بأعجوبة، قبل أن ينجحوا في سرقه ماله وهاتفه النقال وجزء من البضاعة، مع إلحاق خسائر بالشاحنة التي كان على متنها، مما يستدعي تدخلا عاجلا لحماية هؤلاء السائقين داخل الطرق السيارة من الاعتداءات الشنيعة، يشدد مصطفى شعون الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجيستيك متعددة الوسائط.

وسجل شعون، ضمن تصريح لـ”الأيام 24″، أن التقصير الحاصل على هذا المستوى تتحمله الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن مسؤولية الدرك الملكي في السهر على السلامة الشخصية للسائقين المهنيين، خاصة خلال فترة الليل، ثابتة، عبر العمل على تكثيف دوريات أمنية قارة  تجوب محيط محطات الاستراحة بالطرق السيارة.

وأبرز الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجيستيك متعددة الوسائط، الحاجة الماسة إلى تعاقد شركة الطرق السيارة بالمغرب مع شركات الأمن الخاص، مؤكدا استعداد مقاولات ومهنيي وسائقي النقل الطرقي لأداء ثمن هذه الخدمة، حفاظا على سلامة الأشخاص والسلع، طالما أن الحكومة، يقول شعون، “عاجزة اليوم عن توفير محطات خاصة بشاحنات نقل البضائع تستجيب إلى شروط الراحة”.