تتوجس مكونات المدارس الريادة (تلاميذ، أساتذة ومؤسسات) من السيناريوهات التي تدور حاليا في الأوساط التربوية، والتي تشير إلى إمكانية إلغاء أو تأجيل الامتحانات الإشهادية بالتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، حسب مصادر تحدثت لـ”الأيام 24″، وذلك بسبب غياب المقررات الدراسية والاعتماد فقط على المطبوعات التقليدية أو التطبيقات العصرية التي وفرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للأساتذة الرائدين خلال فترة التكوين.
وأكدت مصادر “الأيام 24” أن “غياب المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة يهدد مستقبل الامتحانات الإشهادية سواء بالتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، علما أن المدارس العادية العمومية حالياً انتهت من دروس الوحدة الثانية، في الوقت الذي يحاول فيه أساتذة مؤسسات الريادة التخلص من الوحدة الأولى”.
وتابعت المصادر ذاتها أنه هناك “تساؤلات كثيرة تطرح حول مصير هاته الامتحانات الإشهادية، في ظل غياب الكراسات الدراسية، والاعتماد فقط على التطبيقات الوزارية والمطبوعات”، مضيفا أن “القطاع محكوم بضيق الوقت نظرا أن المدارس العمومية والخصوصية مقبلة على عطلة بينية في بداية شهر دجنبر القادم”.
وأردفت المصادر أن “غياب الكتب المدرسية عن مدارس الريادة يضع سيناريوهات كثيرة، وهذا يمكن تصنيفه ضمن خانة هدر الزمن التربوي، علما أن القطاع مازال يعاني من تداعيات الحراك التعليمي السابق، والذي شل الحركة داخل الأقسام لشهور عدة”.
ومن جهته، يرى بوشعيب الباز، المستشار التربوي والنفسي، أن “مشروع المدرسة الرائدة انطلق في سنة 2022 من أجل تطوير المستوى التربوي والبيداغوجي بالمدارس العمومية، وذلك بهدف صناعة رواد المجتمع المغربي منذ الطفولة، حيث كان يحتاج إلى قرار سياسي جرئ جدا وهو الأمر الذي حصل في السنة ما قبل الأخيرة”.
وأضاف الباز، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “للأسف الشديد أن هذا البرنامج تم انجازه بناء على خطة متكاملة حسب المعطيات التي وفرتها الوزارة الوصية على القطاع، علما أن هذه البرامج ينقصها استشارات الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين”.
وأوضح المتحدث عينه أنه “هناك تقصير من طرف الوزارة بخصوص طباعة المقررات، لأن هذا يهدد مستقبل الامتحانات الإشهادية، ويهدد مستوى تعلمات تلاميذ المدارس العمومية”، مؤكداً على أن “نقص الكراسات الدراسية يسبب بالدرجة الأولى إحباط نفسي للتلاميذ، وأيضا ضياع الزمن التربوي والتعلمي”.
ولفت المستشار التربوي والنفسي إلى أنه “هناك تناقض واضح وصريح في المعطيات التي وفرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمخططات التي تمت صياغتها في هذا المجال، وأن الواقع الحقيقي الذي يعيشه قطاع التعليم بعيد عن هذه التفاصيل”.