أكاديميون يسبرون أغوار علم النفس وقضايا الأسرة في ندوة دولية بجامعة فاس



 

 

 

بحثا عن إسهامات علم النفس في تحقيق الاستقرار الأسري، التئم ثلة من الأكاديميين والباحثين داخل المغرب وخارجه وبمنصة “أريد” العلمية بماليزيا بفاس لسبر أغوار الموضوع وفق مقاربات مختلفة.

 

جاء ذلك خلال الندوة الدولية التي نظمها مختبر الدراسات النفسية والاجتماعية والثقافية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وشعبة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز- فاس، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ومنصة أريد العلمية، وماستر علم النفس العصبي المعرفي، يومي الأربعاء والخميس، والتي تضمنت عشر جلسات علمية.

 

وشهدت الجلسة الافتتاحية تكريم ثلة من علماء النفس المغاربة الذين أسسوا للبحث السيكولوجي في المغرب والوطن العربي عامة، يتعلق الأمر بالبروفيسور الحاج عنيمي، والبروفيسور الغالي أحرشاو، والبروفيسور علي أفرفار، والبروفيسور أحمد الزاهر، والبروفيسور عبد الناصر السباعي. فيما تميزت الجلسات التسع الأخرى بنقاشها العلمي بين باحثين ينتمون لكليات وجامعات مغربية ودولية مختلفة، ويمثلون تخصصات سيكولوجية وفكرية متنوعة.

 

وقال الاستاذ الجامعي عبد الله الإدريسي المشرف العام على الندوة الدولية إن فعاليات هذا المحفل العلمي “جاءت شاملة ومتكاملة من خلال مواضيعها والقضايا والإشكالات التي طرحها مختلف المتدخلين بمنهج علمي رصين يجمع بين الفهم والتفسير والتنبؤ، ويسلط الضوء على الدور الحاسم والمؤثر للمتغيرات النفسية في ديناميات الأسرة ومشكلاتها”، وأضاف أن “المداخلات العلمية التي قدمها المشاركون غطت المحاور الأربعة للندوة كاملة بشكل دقيق وواضح، وهي قضايا ورهانات علم النفس الأسري، والأسرة في ظل التحولات الرقمية والقيمية الحالية، والأسرة والاضطرابات العصبية النمائية والتعلمية والذهنية وعلم النفس وجودة الحياة الأسرية”.

 

ولفت الإدريسي إلى أن المواضيع والقضايا التي عرضت ونوقشت ضمن فعاليات الندوة تميزت بالجدة في الطرح، والتنوع في الأدوات، والغنى في المضمون، وبخلفيات سيكولوجية متنوعة ومتكاملة، مثل علم النفس الأسري، علم النفس المعرفي، علم النفس العصبي المعرفي، علم النفس المرضي والإكلينيكي، علم النفس التربوي والمدرسي، وعلم النفس الاجتماعي.

 

وانتهت المداخلات العلمية برفع عدد من التوصيات: أولها أهمية التربية على القيم في تماسك الأسرة ورفاهها، ودور هذه التربية في النمو النفسي والاجتماعي للأبناء، ومساعدتهم على تحقيق التوافق النفسي والاندماج الاجتماعي. ثانيها ضرورة التربية على الثقافة الرقمية في ظل الثورة التكنولوجية الراهنة للحد من الآثار السلبية للاستخدام غير السليم وغير المعقلن لأدواتها وتطبيقاتها على الصحة النفسية للأفراد.

 

ثالثها تصحيح تمثلات الأسر المغربية والعربية عامة حول الاضطرابات العصبية النمائية، فضلا عن أهمية مضاعفة الجهود لتكوين المزيد من الأخصائيين النفسيين قصد تجويد التكفل بالأشخاص الحاملين لهذه الاضطرابات، ومساعدة أسرهم على مواكبتهم بما يضمن حق هذه الفئة في التعلم والاكتساب والعيش الكريم.

 

بالإضافة إلى ذلك، أوصى المتدخلون بالتأكيد على أهمية الخدمات النفسية في تجويد الحياة الأسرية ورفاهيتها، والاستفادة من نتائج وخلاصات البحث العلمي في علم النفس لمساعدة الأزواج على تدبير الضغوط وزيادة قدرتهم على التكيف وحل مختلف المشكلات الأسرية بنوع من المرونة، إلى جانب إشاعة ثقافة الوساطة الأسرية في المغرب والعالم العربي، ومأسستها من خلال سن قوانين تخصها، وإحداث مراكز للوساطة الأسرية تابعة لمؤسسات الدولة للتقليص من نسب الطلاق المرتفعة.

مقالات مرتبطة :

تعليقات الزوار
  1. يونس ذاكر

    ما أحوجنا لمثل هذه المؤتمرات العلمية الهادفة والبانية للفرد والمجتمع
    شكرا

اترك تعليق


إقرأ أيضاً